Get Adobe Flash player

مفهوم التطرف وسبل المواجهة والاستئصال

التصوف والمجتمع

حوار الأديان، المنهجية وقضية الاسرة

مغامرة ترجمة الشعر.. علامات الاستحالة وصور الممكن بين الماضي والحاضر

مؤتمر دعم الطاقة وتقليل الانبعاثات

مجلات بيت الحكمة

اصدارات مجانية

اصدارات مجانية

الساعة الآن

معرض المرئيات


رئيس الوزراء : وصلنا الى مناطق منسية بالرغم انها مناطق مأهولة بالسكان لم تدخل فيها الخدمات .

خريطة زوار الموقع

صفحتنا على الفيس بوك

وزارة التخطيط /الجهاز المركزي للاحصاء

تفاصيل الخبر

كيف سيبدو العالم بعد جائحة الفيروس التاجي كورونا


2020-03-23

كيف سيبدو العالم بعد جائحة الفيروس التاجي كورونا

 كيف سيبدو العالم بعد جائحة الفيروس التاجي كورونا

How the World Will Look After the Coronavirus Pandemic
 
ترجمة الاستاذ ـ ربيع الطربوشي 
مراجعة العلامة الدكتور المهندس فراس السوداني
 
  بقلم جون ألين ، نيكولاس بيرنز ، لوري جاريت ، ريتشارد ن. هاس ، ج. جون إكنبرري ، كيشور محبوباني ، شيفشانكار مينون ، روبين نيبليت ، جوزيف إس نيويورك جوني. ، شانون ك. اونيل , كوري شاك, ستيفن م. والت .  
 
 هذا الوباء سيغير العالم إلى الأبد.  سألنا 12 مفكراً عالمياً رائداً عن تنبؤاتهم حول شكل العالم بعد وباء فايروس كورونا 
20 اذار , 2020 – الساعة 7:02 مساءا 
 
 
  براين ستوفر لمجلة فورن بولسي
 
  مثل سقوط جدار برلين أو انهيار بنك ليمان براذرز ، فإن جائحة الفيروس التاجي كورونا كوفيد - 19 حدث مدمر على مستوى العالم لا يمكننا أن نتخيل عواقبه بعيدة المدى إلا اليوم.  انه أمر مؤكد , فمثلما أدى هذا المرض إلى تحطيم الحياة ، وتعطيل الأسواق ، وكشف عن مستوى كفاءة الحكومات (أو انعدامها) ، فإنه سيؤدي إلى تحولات دائمة في القوة السياسية والاقتصادية بطرق لن تظهر إلا لاحقًا.
 
لكي نفهم ما يحدث على الأرض التي تتحرك تحت أقدامنا في ظل هذه الأزمة ، توجهت فورين بوليسي الى 12 مفكر بارز من جميع أنحاء العالم لكي يدلوا  بتوقعاتهم حول النظام العالمي بعد الوباء.
------------------------------------------------
 
  عالم أقل انفتاحًا و اقل ازدهارًا وحرية
 ستيفن م. والت (Stephen M. Walt )
 
 سوف يؤدي هذا الوباء الى تقوية الدولة و تعزيز الحالة الوطنية .  و سوف تتبنى الحكومات بجميع أنواعها إجراءات طارئة لإدارة الأزمة ، وسوف يكره الكثيرون التخلي عن هذه السلطات الجديدة بعد انتهاء الأزمة.
سوف يساعد فايروس كورونا  COVID-19 أيضًاعلى تحول السلطة والنفوذ من الغرب إلى الشرق.  لقد كانت استجابة كوريا الجنوبية وسنغافورة بشكل أفضل ، وكان رد فعل الصين جيدًا بعد مجموعة من الاخطاء في بداية الوباء .  اما الاستجابة في أوروبا وأمريكا فقد كانت بطيئة وعشوائية بالمقارنة مع دول جنوب شرق اسيا ، مما زاد من تشويه هالة "العلامة التجارية" الغربية.
ان الامر الذي لن يتغير هو طبيعة السياسات العالمية المتضاربة جذريًا ، فالأوبئة السابقة لم تنه تنافس القوى العظمى ولم تمهد الطريق نحو حقبة جديدة من التعاون العالمي ، فالأوبئة السابقة - بما في ذلك وباء الإنفلونزا في 1918-1919 -   لم تضع حدا لتنافس القوة ولم تفض الى عهد جديد من التعاون العالمي.  لن يشهد العالم بفعل هذا الوباء تراجعاً عن العولمة المفرطة ، في الوقت الذي يتطلع فيه المواطنون إلى حكوماتهم الوطنية لتوفير الحماية لهم ، بينما تسعى الدول والشركات للحد من نقاط الضعف المستقبلية.
  باختصار ، سوف يخلق هذا الوباء عالمًا أقل انفتاحًا وأقل ازدهارًا وأقل حرية. و ما كان للامر ان يكون بهذه الصورة بيد ان وجود فيروس قاتل مع تخطيط غير صحيح  وقيادة تفتقر الى الكفاءة وضع البشرية على مسار جديد ومثير للقلق.
-----------------------------------------
 
  نهاية العولمة كما نعرفها
  روبن نيبليت ( Robin Niblett )
 
  قد تكون جائحة الفيروس التاجي هو القشة التي قصمت ظهر بعير العولمة الاقتصادية.  لقد أثارت القوة الاقتصادية والعسكرية المتنامية للصين عزم الولايات المتحدة وتصميمها على فصل الصين عن التكنولوجيا العالية والملكية الفكرية الأمريكية المصدر ومحاولة إجبار الحلفاء على أن تحذو حذوها.  إن الضغط الشعبي والسياسي المتزايد لتحقيق الهدف المتمثل بخفض انبعاثات الكربون أثار تساؤلات حول اعتماد العديد من الشركات على سلاسل الإمداد لمسافات طويلة .  اما الآن ، فان فايروس كورونا بدأ باجبار الحكومات والشركات والمجتمعات على اتخاذ خطوات تعزز من قدرتها على التعامل مع فترات طويلة من العزلة الاقتصادية الذاتية.
  يبدو , في هكذا سياق , ان من غير المحتمل إلى حد كبير أن يعود العالم إلى فكرة العولمة المفيدة للطرفين التي ظهرت ملامحها في مطلع القرن الحادي والعشرين.  وبدون وجود حافز كاف لحماية المكاسب المشتركة من التكامل الاقتصادي العالمي ، فإن بنية الحوكمة الاقتصادية العالمية التي تم إنشاؤها في القرن العشرين سوف تتدهور بسرعة.  سوف يتطلب الأمر عندئذٍ انضباطًا هائلاً للقادة السياسيين للحفاظ على التعاون الدولي وعدم التراجع إلى المنافسة الجيوسياسية العلنية.
سوف تعزز قدرة هؤلاء القادة السياسيين على إدارة أزمة فايروس كورونا من رأس مالهم السياسي اما من يفشل في ادارة الازمة فانهم لن يجدوا امامهم الا القاء اللوم على الآخرين . 
-----------------------------------------------
 
 
نحو المزيد من  عولمة محورها الصين
  كيشور محبوباني ( Kishore Mahbubani )
 
  لن تحدث جائحة فايروس كورونا كوفيد – 19 تغييرا اساسيا في الاتجاهات الاقتصادية العالمية , وانما  سوف تسرع فقط من خطوات التغيير الذي بدأ بالفعل : الانتقال من العولمة التي تتمحور حول الولايات المتحدة إلى العولمة التي تتمحور حول الصين.
ماهي اسباب استمرار هذا الاتجاه؟  لقد فقد الشعب الأمريكي ثقته بالعولمة والتجارة الدولية ,  فاتفاقيات التجارة الحرة تحمل بين طياتها بعض السموم  ، بوجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب او مع عدم وجوده .  اما الصين فانها , في المقابل ، لم تفقد إيمانها بالعولمة والتجارة الدولية , والسؤال هو : لمذا ؟ ثمة أسباب تاريخية متجذرة في اعماق التاريخ ,فالقادة الصينيون يعرفون الان معرفة اكيدة بأن قرن الإذلال الذي عاشته الصين من عام 1842 إلى عام 1949 كان نتيجة لتهاونها فضلا عن المحاولات غير المجدية التي بذلها قادتها لعزلها عن العالم.  بيد ان العقود المنصرمة كانت على النقيض من ذلك القرن حيث شهدت الصين  انتعاشا اقتصاديا نتيجة للشراكة الاقتصادية العالمية  , وشعر الشعب الصيني بانبجاس ثقة ثقافية جعلته  يعتقد بأنه قادر على المنافسة في أي مكان في العالم .
  نتيجة لكل ذلك هل لنا ان نسأل هذا السؤال , الذي وثقته في كتابي الجديد ، هل فازت الصين ؟ ليس أمام الولايات المتحدة الا خياران لا ثالث لهما . فهي اما ان تنخرط في منافسة جيوسياسية صفرية مع الصين إذا كان هدفها الأساسي هو الحفاظ على التفوق العالمي سياسيًا واقتصاديًا , او ان تسعى  الى التعاون مع الصين إذا كان هدفها هو  تحسين رفاهية الشعب الأمريكي  الذي تدهورت حالته الاجتماعية .  لاشك في ان السياسي الحكيم سوف يرى ان التعاون هو الخيار الأفضل , بيد ان صوت ذلك السياسي لن يصغي اليه احد وسط بيئة سياسية  امريكية ملغومة تجاه الصين . 
---------------------------------------------
 
 الديمقراطيات  سوف تغادر قواقعها
جي. جون إكنبيري ( G. John Ikenberry )
 
سوف تزيد هذه الازمة , على المدى القصير ,  من انغماس جميع التيارات والقوى الغربية المختلفة في النقاش حول الإستراتيجية الكبرى .  اما بالنسبة لاصحاب الاتجاهات الوطنية والمناهضون للعولمة ، والصقور الصينيون ، وحتى الأمميون الليبراليون فانهم جميعا سوف يرون في الازمة أدلة جديدة على ضرورة تطبيق وجهات نظرهم .  ان الاضرار الاقتصادية والانهيار الاجتماعي التي باتت تعلن عن نفسها تجعل من العسير على المراقبين رؤية أي طريق آخر غير تعزيز التوجهات نحو السياسات الوطنية ، وتنافس القوى العظمى ، والفصل الاستراتيجي ، وما شابه.
 ولكن , و كما هو حدث في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي ، قد يبرز موقف معاكس او تيار معارض بطئ يتجسد في أممية متشددة مشابهة لتلك التي اخذ فرانكلين  روزفلت وعدد قليل من رجال الدولة الآخرين في الحديث عنها قبل الحرب و خلالها . لقد كشف انهيار الاقتصاد العالمي في ثلاثينيات القرن العشرين عن قوة الاواصر التي تربط المجتمعات الحديثة ببعضها وضعف تلك المجتمعات ازاء ما أطلق عليه روزفلت " العدوى " .  كانت الولايات المتحدة أقل عرضة  من القوى العظمى الأخرى لتهديد قوى الحداثة المضمرة .  رأى روزفلت وغيره من القادة الأمميين ان يؤسسوا نظامًا لما بعد الحرب من شأنه أن يساعد على بناء منظومة متفتحة تنطوي على صيغ جديدة للحماية و بناء القدرات لإدارة العلاقات المتبادلة بين الدول واعتماد بعضها على البعض الاخر .  ببساطة شديدة لا يمكن للولايات المتحدة ان تختبيء او تنكفيء حدودها ، فلا يسعها الا العمل في نظام مفتوح لما بعد الحرب يتطلب بناء بنية تحتية عالمية لتعاون متعدد الأطراف.
ولذلك ، قد تمر ديمقراطية الولايات المتحدة والديمقراطيات الغربية الأخرى عبر نفس سلسلة ردود الفعل الناتجة عن إحساس متراكم بالضعف.  قد تكون الاستجابة في البداية هي الأخذ بالسياسات والتدابير الوطنية  ، ولكن على المدى الطويل ، سوف تخرج الديمقراطيات من قواقعها للبحث على نوع جديد من الأممية البراغماتية الوقائية .
------------------------------------------- 
 
  أرباح أقل ، و استقرار اكثر
 شانون ك. أونيل ( Shannon K. O’Neil )
 
  إن وباء كورونا  ( كوفيد – 19 ) يقوض المبادئ الأساسية للتصنيع العالمي .  حيث تعكف الشركات الآن على تقليص سلاسل التوريد متعددة الخطوات والمتعددة البلدان التي تهيمن على الإنتاج في عالم اليوم و اعادة التفكير في الاعتماد عليها   .
  كانت سلاسل التوريد العالمية عرضة للرصاص المنهمر عليها - اقتصاديًا وسياسيًا على حد سواء - حيث تعرضت سلاسل التوريد العالمية بالفعل للنيران الاقتصادية بسبب ارتفاع تكاليف العمالة الصينية ، والحرب التجارية التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، والتقدم في مجال الروبوتات ، والأتمتة ، والطباعة ثلاثية الأبعاد  . اما  سياسيًا ، فبسبب فقدان الوظائف الحقيقي والمتصور ، خصوصا في الاقتصاديات الناضجة.  لقد باتت العديد من هذه الاواصر الان محطمة بفعل وباء كورونا حيث ادى إغلاق المصانع في المناطق المنكوبة الى حرمان المصنعين الاخرين - بالإضافة إلى المستشفيات والصيدليات ومحلات السوبر ماركت ومحلات البيع بالتجزئة – من السلع والمنتجات.
  من جانب آخر فان الوباء ، سوف يجعل المزيد من الشركات تعيد النظر في مصادر إمداداتها والكفاءات التي تحتاج اليها .  اما الحكومات فانها سوف تتدخل لتضغط على ما تعتبره صناعات استراتيجية لوضع خطط دعم و اسناد محلي و احتياطيات داخلية .  وهكذا فان الارباح سوف تنخفض بيد ان خطوط التوريد سوف تستقر . 
---------------------------------------------
هل لهذا الوباء فائدة  ؟
  شيفشانكار مينون ( Shivshankar Menon )
 
مازال الوباء في بدايته بيد ان امور ثلاثة باتت واضحة جلية .  أولاً ، سوف يغير هذا الوباء من سياساتنا ، ان كانت سياسات داخلية للدول او فيما بينها .  لقد يممت المجتمعات , بما فيها من ليبراليين , وجهها صوب  سلطة الحكومة . سوف يؤدي النجاح النسبي للحكومات في التغلب على الوباء وآثاره الاقتصادية إلى زيادة الأهتمام بالقضايا الأمنية و بما حدث مؤخرا من استقطاب داخل المجتمعات او تقلص ذلك الاهتمام .  في كلتا الحالتين ، عادت الحكومات و ثقلها في حياة الشعوب الى الواجهة .  اثبتت التجارب حتى الآن أن الحكومات المستبدة  أو الشعبوية ليست بأفضل من غيرها في التعامل مع الوباء.  في الواقع , أن الدول التي استجابت في وقت مبكر وبنجاح ، مثل كوريا وتايوان ، كانت دولا ديمقراطية - وليست دولا يديرها قادة شعبويون أو مستبدون .
الامر الثاني الذي تجلى واضحا بفعل الوباء , هو ان نهاية العالم المتداخل المترابط لم تحن  بعد.  فالوباء نفسه كان دليلا على تكافل الدول و المجتمعات .
  ولكن جميع الأنظمة السياسية تشهد بالفعل تحولا نحو الداخل ، و بحث عن الاستقلالية و توجه الفرد نحو التحكم في مصيره الشخصي . اننا نتجه نحو عالم أكثر فقراً واكثر شحة و أصغر تمددا       .
  أخيرا ، ثمة اشارات تدل على الأمل و الفطرة السليمة . أخذت الهند بزمام المبادرة لعقد مؤتمر عبر الفيديو يضم جميع قادة جنوب آسيا للخروج بموقف إقليمي مشترك لمواجهة التهديد .  ختاما , اذا كانت الصدمة التي  خلقها  الوباء جعلتنا ندرك مصلحتنا الحقيقية في التعاون المتعدد الأطراف بشأن القضايا العالمية الكبرى التي تواجهنا ، فهو قد حقق فائدة ترتجى . 
--------------------------------------------
 
حاجة القوة الأمريكية الى استراتيجية جديدة
  جوزيف س. ناي الابن ( Joseph S. Nye, Jr )
 
  في عام 2017 ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استراتيجية جديدة للأمن القومي تتمحور حول التنافس بين القوى العظمى.  بيد ان فايروس كورونا ( كوفيد -19 ) اثبت بأن هذه الاستراتيجية غير كافية.  فحتى لو كانت الولايات المتحدة تتمتع بالهيمنة كونها قوة عظمى ، الا إنها لن تستطيع حماية أمنها من خلال التصرف بمفردها.  لقد لخص ريتشارد دانزيج المشكلة في عام 2018 قائلا " تتصف تقنيات القرن الحادي والعشرين بانها عالمية ليس فقط في توزيعها ، ولكن أيضًا في عواقبها.  فمصادر  الأمراض وأنظمة الذكاء الاصطناعي وفيروسات الكمبيوتر والإشعاع الذي يسببه الآخرون عن طريق الخطأ تصبح مشكلتنا مثلما هي مشكلتهم .  وعليه لابد من متابعة أنظمة إعداد التقارير المتفق عليها ، والضوابط المشتركة ، وخطط الطوارئ المشتركة ، والمعايير ، والمعاهدات كوسيلة لإدارة المخاطر المتعددة التي نواجهها . "
اما فيما يتعلق بالتهديدات العابرة للحدود مثل وباء فايروس كورونا  و التغييرات المناخية  ، فان  التفكير بالقوة الأمريكية و هيمنتها على الدول الأخرى امر غير مجد .  ان مفتاح النجاح هو معرفة أهمية القوة بالاشتراك مع الآخرين.  كل بلد يضع مصلحته الوطنية أولاً ؛  بيد ان السؤال المهم هو كيف يتم تحديد هذه  المصلحة على نطاق واسع أو على نطاق ضيق.  لقد اثبت فايروس كورونا باننا فشلنا في تعديل استراتيجيتنا لتصبح متناغمة مع هذا العالم الجديد.
--------------------------------------------------
 
 تاريخ كورونا كوفيد – 19 يكتبه المنتصرون 
  جون ألين ( John Allen )
 
التاريخ سوف يكتبه المنتصرون في مواجهة كورونا كوفيد – 19 , كما حدث عبر التاريخ . تعاني كل دولة ، و كل فرد على نحو متزايد ، من الإجهاد المجتمعي بسبب هذا المرض بطرق جديدة وقوية .  لا ريب ، ان تلك الدول المثابرة - سواء من خلال نظمها السياسية والاقتصادية الفريدة ، أو من منظور الصحة العامة – سوف تدعي التفوق على ألدول التي خرجت بنتائج مختلفة تنطوي على جوانب أكثر تدميراً.  سوف يرى البعض ، بان الانتصار على وباء كورونا هو انتصار كبير ونهائي للديمقراطية والتعددية والرعاية الصحية الشاملة. اما البعض الاخر فانه سوف يرى " مزايا " واضحة للحكم الاستبدادي الحاسم .  
  في كلتا الحالتين ، سوف تسفر هذه الأزمة عن تعديل هيكل القوة الدولية بطرق لا يمكننا الا أن نتخيلها .  سوف تتواصل وتائر الانخفاض في النشاط الاقتصادي و كذلك التوتر بين البلدان بفعل انتشار الوباء .  على المدى الطويل ، من المرجح أن يقلل الوباء على نحو هائل من القدرة الإنتاجية للاقتصاد العالمي ، خصوصا في حال اغلاق الشركات وانفصال الأفراد عن القوة العاملة .  إن خطر التفكك المذكور كبير وخصوصا في الدول النامية وغيرها من الدول التي تضم نسبة كبيرة من العمال الذين يعانون من اوضاع اقتصادية هشة .  وسوف يتعرض النظام الدولي بدوره لضغوط كبيرة ، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار و نزاع واسع النطاق داخل البلدان وعبرها.
----------------------------------------------
 
 
 
 نحو مرحلة جديدة مثيرة في الرأسمالية العالمية
  لوري كاريت ( Laurie Garrett )
 
تجسدت الصدمة الكبرى التي تعرض لها النظام المالي والاقتصادي في العالم بالاعتراف بأن سلاسل التوريد وشبكات التوزيع العالمية تعاني من خلل كبير .  وبالتالي ، لن يكون لوباء الفيروس التاجي آثار اقتصادية طويلة الأمد فحسب ، بل سيؤدي أيضًا إلى تغيير جوهري كبير . فقد سمحت العولمة للشركات بنشر التصنيع في جميع أنحاء العالم وتوصيل منتجاتها إلى الأسواق في الوقت المناسب ، وتجاوز  تكاليف التخزين ,  واعتبرت السلع المخزونة التي بقيت على الرفوف لأكثر من بضعة ايام اشارة من اشارات الفشل التجاري . فالتجهيزات و شحنها على نحو غاية في التنسيق وعلى مستوى عالمي اصبح امر لا غنى عنه في التجارة العالمية , بيد ان فايروس كورونا  أثبت أن مسببات الأمراض لا تصيب الناس فحسب ، بل تسمم منظومتهم الاقتصادية والتجارية  بالكامل.
 
  وبالنظر إلى حجم الخسائر في الاسواق المالية التي عانى منها العالم منذ شهر شباط ، فمن المرجح أن تخرج الشركات من هذا الوباء وهي تشعر باهتزاز ثقتها في النموذج الذي تمت صياغته في وقت كان يتطلب هذا النموذج اضافة الى اهتزاز الثقة بنمط الإنتاج المنتشر على صعيد عالمي .  يمكن أن يفرز هذا الوباء مرحلة جديدة دراماتيكية في الرأسمالية العالمية ، حيث تكون سلاسل التوريد داخل الحدود الوطنية و تتصف بوجود سلاسل توريد اضافية تحسبا لاي اضطراب يحدث في المستقبل .  و قد يقلل ذلك من أرباح الشركات على المدى القريب بيد انه يجعل النظام بأكمله أكثر مرونة. 
---------------------------------------------
 
  المزيد من الدول الفاشلة
  ريتشارد  ن. هاس (Richard N. Haass )
 
لست مولعا بكلمة " دائم "  ، غير اني أعتقد بأن أزمة الفيروس التاجي كورونا سوف تؤدي , لبضع سنوات على الأقل , إلى تحول اهتمام معظم الحكومات نحو الداخل و التركيز على ما يحدث داخل حدودها بدلاً من  التركيز على ما يحدث خارجها .  أتوقع باننا سوف نشهد تحركات أكبر نحو الاكتفاء الذاتي الانتقائي (ونتيجة لذلك ، سوف يتم الانفصال عن الاخرين اقتصاديا او تجاريا ) بالنظر إلى ضعف سلسلة التوريد ؛  و اتوقع معارضة أكبر للهجرة على نطاق واسع ؛  و انخفاض الرغبة في الانخراط في معالجة المشاكل الإقليمية أو العالمية (بما في ذلك تغير المناخ) او الالتزام بها نظرا للحاجة التي يتصورها البعض الى تكريس الموارد لإعادة البناء في الداخل والتعامل مع العواقب الاقتصادية للأزمة. 
اتوقع بان العديد من البلدان سوف تواجه مصاعبا للوصول الى مرحلة التعافي ، مع انتشار ظاهرة الدول الضعيفة و الدول الفاشلة لتصبح هذه الظاهرة من الملامح المميزة للعالم  .
 من المرجح أن تؤدي الأزمة الى زيادة التدهور المستمر في العلاقات الصينية الأمريكية وإضعاف التكامل الأوروبي .  اما على صعيد الايجابيات ، فان ادارة الصحة العامة العالمية سوف تحظى ببعض الدعم و الاهتمام .  وعموما ، فإن هذه الأزمة المتأصلة في العولمة سوف تضعف ( بدلا من ان تعزز ) من رغبة العالم في العولمة وقدرته على التعامل معها.
 
--------------------------------------------
 
   فشل الولايات المتحدة في اختبار القيادة
   كوري شاك ( Kori Schake  )
 
  لن ينظر العالم إلى الولايات المتحدة على أنها زعيم دولي بعد الآن ، ولن يُنظر إليها على أنها رائدة دولية و ذلك بسبب عدم كفاءة حكومتها و حرصها على مصالحها الذاتية الضيقة .  كان من الممكن تخفيف الآثار العالمية لهذا الوباء إلى حد كبير من خلال قيام المنظمات الدولية بتقديم المزيد من المعلومات المتوفرة  ، الأمر الذي كان من شأنه اتاحة الوقت للحكومات لإعداد الموارد و توجيهها حيث تشتد الحاجة إليها.  كان بامكان الولايات المتحدة تنظيم تلك الخطة لكي تثبت للعالم بانها ليست مهتمة بنفسها ومصالحها فقط .  لقد فشلت واشنطن في اختبار القيادة ، والعالم أسوأ حالا الان . 
---------------------------------------------
 
  في كل بلد ، ثمة انبثاق  لقوة الروح البشرية
  نيكولاس بيرنز ( Nicholas Burns )
 
  إن جائحة كورونا كوفيد – 19  هو أكبر أزمة عالمية في هذا القرن . وهي ازمة هائلة في عمقها وحجمها حيث  تهدد هذه الأزمة الصحية 7.8  مليار شخص على وجه الأرض .  من المرجح ان يتجاوز التاثير المالي و الاقتصادي لهذه الأزمة ما حدث في الركود الكبير عام 2008-2009 . تستطيع كل أزمة بمفردها أن تسبب صدمة زلزالية تغير على نحو دائم النظام الدولي وتوازن القوى كما نعرفه .
 
 لم يبلغ التعاون الدولي , حتى الان , مستوى كاف على الإطلاق.  فإذا كانت الولايات المتحدة والصين ، أقوى دول العالم ، لا تستطيعان تجاوز حربهما الكلامية حول الطرف المسؤول عن الأزمة وقيادتهما بفعالية أكبر ، فان ذلك سوف يؤدي الى تضاؤل مصداقية البلدين على نحو كبير جدا .  اما إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من تقديم المزيد من المساعدة إلى 500  مليون مواطن ، فان الحكومات الوطنية مستقبلا قد تسترجع المزيد من السلطة من بروكسل.  ان قدرة الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة على اتخاذ تدابير فعالة لوقف الأزمة هو امر على المحك حاليا .
  ومع ذلك ، وفي كل بلد ، ثمة العديد من الأمثلة على قوة الروح الإنسانية - للأطباء والممرضات والقادة السياسيين والمواطنين العاديين الذين اثبتوا انهم يتمتعون بالمرونة والفعالية والقيادة.  وهذا يفتح نافذة الأمل امام الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم للنتصار في هذا التحدي الاستثنائي.
 
 
----------------------------------------------------------------------------------------------------
 
 
  جون ألين هو رئيس معهد بروكينغز ، وهو جنرال متقاعد , اربع نجوم , من مشاة البحرية الأمريكية ، والقائد السابق لقوة المساعدة الأمنية الدولية التابعة لحلف الناتو والقوات الأمريكية في أفغانستان.
 
  نيكولاس بيرنز أستاذ بكلية الحكومة بجامعة هارفارد ، ونائب وزير الشؤون السياسية السابق بوزارة الخارجية الأمريكية.
 
  لوري كاريت زميل سابق للصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية وكاتب علمي حائز على جائزة بوليتزر.
 
  ريتشارد هاس هو رئيس مجلس العلاقات الخارجية ومؤلف كتاب "عالم في حالة فوضى: السياسة الخارجية الأمريكية وأزمة النظام القديم".
 
  كيشور محبوباني ، زميل متميز في معهد آسيا للبحوث بجامعة سنغافورة الوطنية ، ومؤلف كتاب "هل فازت الصين؟"  و كتاب " التحدي الصيني للأولوية الأمريكية" .
 
  شيفشانكار مينون هو زميل متميز في Brookings India ، ومستشار سابق للأمن القومي لرئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ.
 
  روبن نيبليت هو المدير والرئيس التنفيذي لشركة Chatham House.
 
  جوزيف س. ناي جونيور هو أستاذ متميز في جامعة هارفارد ومؤلف كتاب Do Morals" هل الاخلاق مهمة ؟ "  Matter؟  و كتاب "الرؤساء والسياسة الخارجية من روزفلت إلى ترامب" .
 
  كوري شاك هو نائب المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
 
  ستيفن م. والت هو أستاذ العلاقات الدولية روبرت ورينيه بيلفر في جامعة هارفارد.
 
 
 
 
 
 

المزيد من الاخبار

نافذة استلام البحوث العلمية

ابحث في موقعنا

جدول النشاطات الشهري

الشكاوى والمقترحات

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 21
عدد زوار اليوم : 1186
عدد زوار أمس : 1691
عدد الزوار الكلي : 1572241

من معرض الصور

اشترك بالنشرة البريدية

أسمك  :
أيميلك :
 

بوابة الحوكمة الالكترونية