تفاصيل الخبر
أثر الأديان في سيادة مفهوم السلام المجتمعي
2024-12-02
اثر الأديان في سيادة مفهوم السلام المجتمعي
عقد قسم الدراسات الاسلامية في بيت الحكمة وبالتعاون مع مركز الرجاء الثقافي يوم الاثنين الموافق 2/12/2024 الندوة العلمية الموسومة بـــ (أثر الأديان في سيادة مفهوم السلام المجتمعي) في قاعة الدكتور محمود علي الداود في بيت الحكمة.
برئاسة أ.د. محمد جواد الطريحي رئيس الفريق الاستشاري لقسم الدراسات الإسلامية في بيت الحكمة وبمقررية م.م. رواء مظهر /رئيس أبحاث / بيت الحكمة.
وبحضور نخبة متميزة من الأساتذة والباحثين ورجال الدين من مختلف شرائح المجتمع.
وقد هدفت الندوة الى توفير منصة للباحثين والمتخصصين لمناقشة الدور المتعدد الأوجه للأديان في تشكيل مفهوم السلام المجتمعي، من خلال تقديم أبحاث ودراسات حول هذا الموضوع، فلطالما ارتبط الدين بالسلام والتسامح، فكثير من الأديان السماوية تدعو إلى المحبة والوئام بين الناس، ومع ذلك، نشهد في عالمنا المعاصر صراعات وحروب تثار أحيانًا باسم الدين. هذا التناقض يطرح تساؤلات جوهرية حول الدور الفعلي للأديان في تحقيق السلام المجتمعي، وهل هي عامل مساعد أم معيق؟ من أجل ذلك سعت الندوة إلى فهم أعمق للعلاقة بين الدين والسلام، وتحديد العوامل التي تساهم في تعزيز السلام الاجتماعي، وكذلك التحديات التي تواجه تحقيق هذا الهدف. كما هدفت إلى استكشاف الأدوار التي يمكن أن تؤدّيها المؤسسات الدينية والقيادات الروحية في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وبناء مجتمعات أكثر سلامًا وتسامحًا.
كانت المشاركة الاولى في الندوة للباحث الاستاذ أثير سعيد بطرس من مركز الرجاء الثقافي، وقد تحدث عن السلام المجتمعي والتسامح والمحبة اللذان يعدّان وسيلة لبناء البلدان والمجتمعات، ثم أشار الى ان هذه الأهداف هي الأهداف الرئيسة لجميع الأديان، ومحاولة قوى الشر والتطرف تشويه صور الأديان واستخدمها كأداة لتدمير الشعوب من اجل الهيمنة والسيطرة عليها .
بعدها أشار الى ان التسامح يأتي من المحبة كما انه يتعزز بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والمعتقد .
أما المشاركة الثانية فكانت للأستاذة الدكتورة سلامة حسين الموسوي من كلية أصول العلوم الجامعة، فقد بينت الباحثة في تلخيص جوهري لمفهوم السلام بانه الحالة المقابلة للحرب والعنف وهو سيادة اجواء الطمأنينة والسكينة والهدوء عوضًا عن الخوف والقلق والاضطراب وأن الاصل في كيان الانسان هو السلام، فقبل أن تتنزل الاديان على الانبياء كانت الفطرة الطبيعية التي خلق الانسان عليها تؤكد رفض القتل والاقتتال وضرورة تعلية مفاهيم السلام وليس في ذلك دليل افضل من الوصف التفصيلي للمعركة الاولى في تاريخ الانسان عندما أقتتل ابنا آدم لم تكن هناك نواميس أو شرائع وضعية غير أن الناموس الفطري الأول الذي تسلمه آدم عليه السلام وسلمه إلى ولديه كان تتضمن قطعًا حثت على العيش بسلام وحرّمت العنف والقتال وبتسلسل ظهور الاديان يجد المرء مكانة واضحة لفكرة السلام في كل دين سماوي فالثابت في عقيدة كل يهودي ومسيحي ومسلم السلام وان اختلفوا في قضايا أخرى.
ثم أشارت الى انه على الرغم من وجود اختلافات في تقرير الحاجيات والتحسينات التي تحتاجها الانسانية إلا أنها تتفق على ضرورات كانت ضمن رسالة كل نبي وهي (حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ المال، حفظ الدين) ثم جعلوا من هذه الضرورات اصلاً للحاجات والتحسينات وأنها تصلح لبناء تصور مشترك لثقافة السلام.
الى جانب ذلك تحدثت عن الشرائع السماوية والبشرية التي وجدت بشكل أساسي لتحقيق التعايش السلمي بين أفراد المجتمعات المختلفة والمتنوعة، وما تحتويه هذه الشرائع من منظومات قيمية وأخلاقية تنظم حياة الناس في جميع شؤونهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
كما أشارت الباحثة الى ضرورة التفاعل مع الممارسات والطقوس والمناسبات الدينية التي تمارس من مختلف الطوائف والمذاهب الإسلامية وغير الإسلامية، واحترامها والتعاطف معها ما دامت تهدف الى السلم وحرية الاعتقاد وعدم الاعتداء على الآخرين
وأخيرًا بينت أن الاديان لديها قوة كافية لبناء سلام مجتمعي على اساس الثراء الروحاني والاخلاقي ولا سلام بين الامم من دون سلام بين الاديان.
وفي ختام الندوة كانت هناك جملة من التعقيبات والمداخلات التي أثرت النقاش وعمقت الفهم حول الموضوع المطروح.
المزيد من الاخبار