تفاصيل الخبر
توظيف الذكاء الاصطناعي في نشر مبادئ الدين الإسلامي
2025-03-02
برعاية السيد رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة الأستاذ الدكتور قحطان نعمة الخفاجي أقام قسم الدراسات الإسلامية في بيت الحكمة بالتعاون مع كلية العلوم الإسلامية - جامعة بغداد والعتبة الحسينية المطهرة - مركز كربلاء للدراسات والبحوث ومجلس الحكماء للحوار والحوكمة محاضرة علمية حملت عنوان توظيف الذكاء الاصطناعي في نشر مبادئ الدين الإسلامي وذلك بتاريخ 2/3/2025الساعة العاشرة صباحاً في كلية العلوم الإسلامية في جامعة بغداد.
إدارة المحاضرة:
- رئيس الجلسة: د, رائد عكلة الزيدي / رئيس قسم المالية والمصرفية الإسلامية / كلية العلوم الإسلامية / جامعة بغداد.
- المحاضر: أ.د. هدى عباس قنبر / عضو هيئة تحرير مجلة دراسات الأديان في بيت الحكمة والتدريسية في كلية العلوم الإسلامية / جامعة بغداد.
هدف المحاضرة:
تستهدف المحاضرة تسليط الضوء على كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في نشر مبادئ الدين الإسلامي، من خلال استخدام التطبيقات الذكية والمنصات التفاعلية والروبوتات التي تقدم الفتاوى والإجابات المستندة إلى النصوص الشرعية الموثوقة. كما تسعى إلى استكشاف آفاق جديدة لتعزيز نشر الإسلام بأساليب حديثة، مع التركيز على دقة المعلومات وصحة المحتوى الرقمي .
وقائع المحاضرة:
كلمة رئيس الورشة ، والتي بين فيها :
ان التطور التكنولوجي المتسارع اليوم، أنتج لنا الذكاء الاصطناعي الذي أصبح أداةً فعالة في مختلف المجالات العلمية، ومنها نشر الدين الإسلامي. وتسهيل الوصول إلى المصادر الإسلامية، وتعزيز الفهم الصحيح للتعاليم الدينية عن طريق التطبيقات الذكية، والمنصات التفاعلية، والروبوتات التي تقدم الفتاوى والإجابات المستندة إلى النصوص الإسلامية الشرعية. وإن توظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المجال يفتح آفاقًا جديدة لزيادة نشر الإسلام عالميًا بأساليب حديثة تواكب احتياجات العصر، مع الحفاظ على دقة المعلومات وصحة المحتوى الرقمي المقدم
استعرضت الدكتورة المحاضرة مفهوم الذكاء الاصطناعي، بوصفه علمًا يجمع بين البرمجة وتحليل البيانات لصنع أنظمة قادرة على التعلم واتخاذ القرارات بشكل مشابه للعقل البشري. وبنيت مراحل تطور الذكاء الاصطناعي منذ نشأته عام 1956 وحتى اليوم، مع التركيز على التحولات التي شهدها بفضل الشبكات العصبية والتعلم العميق، مما مكّنه من معالجة اللغات الطبيعية والصور والمحتوى الرقمي بقدرات غير مسبوقة. وتطرقت الى بنيان أنواع الذكاء الاصطناعي المختلفة، مثل الذكاء الاصطناعي الضيق الذي يقتصر على مهام محددة، كالمساعدات الصوتية (Siri، Alexa، Google Assistant)، والذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يُستخدم في إنشاء المحتوى الجديد كالنصوص والصور، والذكاء الاصطناعي العام الذي يحاكي القدرات البشرية الكاملة، وأخيرًا الذكاء الاصطناعي الفائق، وهو مفهوم مستقبلي يُتوقع أن يتجاوز الذكاء البشري.
وبعد ذلك، تم الانتقال إلى التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في المجال الإسلامي، إذ تم استعراض دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير البحث الفقهي وتقديم الفتاوى الشرعية، من خلال روبوتات الدردشة الإسلامية مثل Querant وHadith وIslam Bot ، التي تعتمد على مصادر شرعية موثوقة للإجابة عن تساؤلات المسلمين في مختلف الجوانب الفقهية والعقائدية. كما تم استعراض التطبيقات الخاصة بتحليل القرآن الكريم، مثل Quran Lookup وAnalyze Quran، التي تساعد في البحث عن الآيات وفهمها، فضلا عن تطبيقات تساعد في حفظ وتجويد القرآن الكريم مثل Tart eel AI وBayan Quran. ولم يقتصر توظيف الذكاء الاصطناعي على الفتاوى والقرآن الكريم، بل شمل أيضًا الحديث الشريف، إذ أصبح من الممكن تصنيف الأحاديث النبوية وفقًا لصحتها، وتحليلها لغويًا، والتحقق من أسانيدها باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما توفر منصات مثل Hadith-AI إمكانية البحث الفوري والتفسير للأحاديث، مما يسهل على الباحثين والطلاب الوصول إلى المعلومات بسرعة ودقة وفي مجال التعليم الإسلامي، أبرزت د. هدى دور الذكاء الاصطناعي في تطوير المناهج الدراسية، عن طريق توفير منصات تعليمية تفاعلية مثل Coursera وMoodle التي تساعد في تقديم الدروس الإسلامية بشكل مرئي وممتع، مع إمكانية تخصيص المحتوى لكل طالب وفقًا لاحتياجاته التعليمية. كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل أداء الطلاب واقتراح تحسينات تساعدهم على تحقيق فهم أعمق للعلوم الإسلامية.
وأما فيما يتعلق بالإعلام الدعوي، فقد تمت الإشارة إلى كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل اهتمامات الجمهور المستهدف، وصياغة رسائل دينية تناسب مختلف الفئات، مما يعزز من تأثير المحتوى الدعوي. كما تم استعراض أدوات تحليل البيانات مثل IBM Watson Tone Analyzer وDeepali، التي تتيح قياس مدى تفاعل الجمهور مع المحتوى الإسلامي، مما يساعد في تحسين الرسائل الدعوية. وتم التركيز على الواقع الافتراضي ودوره في تعزيز التجربة الدينية، إذ أصبح بالإمكان تقديم جولات افتراضية للمواقع الإسلامية المقدسة مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي والعتبة الحسينية المقدسة، مما يسمح للمسلمين حول العالم بزيارة هذه الأماكن والتفاعل معها بطريقة تفاعلية. كما يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء تجارب تعليمية حول السيرة النبوية، من خلال خرائط تفاعلية ومعارض افتراضية تحاكي الأحداث التاريخية بطريقة مشوقة. وفي ختام المحاضرة استخدمت د. هدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إلقاء المحاضرة وعرض فيديو تعليمي أيضا بالذكاء الاصطناعي.
التوصيات
1. تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الذكاء الاصطناعي ومسؤوليته الأخلاقية: ينبغي تكثيف الجهود التوعوية لتعريف الأفراد والمؤسسات العراقية بفوائد الذكاء الاصطناعي وسلبياته، مع التركيز على ضرورة الاستخدام المسؤول لهذه التقنية بما يحقق النفع العام، ويحافظ على القيم الإسلامية والمجتمعية. كما يجب دعم المبادرات التي تعزز إنتاج محتوى إسلامي رقمي موثوق، يعكس تعاليم الدين الحنيف بطريقة علمية ورصينة تلبي احتياجات المجتمع وتحديات العصر.
2. تمكين المؤسسات الإسلامية من الذكاء الاصطناعي لخدمة العلوم الشرعية والدعوة: يتطلب التطور الرقمي إعادة هيكلة أساليب العمل داخل المؤسسات الإسلامية عبر توظيف الذكاء الاصطناعي في الإدارة، وتنظيم المحتوى الفقهي، وتصنيف الفتاوى، وتوفير أدوات بحثية ذكية تسهّل الوصول إلى المصادر الإسلامية الموثوقة. كما ينبغي استثمار تقنيات التحليل الذكي لتقييم استجابة الجمهور للمحتوى الدعوي، مما يعزز من فعالية نشر المبادئ الإسلامية في البيئات الرقمية.
3. تطوير المناهج التعليمية في الجامعات والكليات الإسلامية عبر الذكاء الاصطناعي: تحتاج المؤسسات الأكاديمية إلى تبني أدوات الذكاء الاصطناعي في تصميم مناهج تعليمية تفاعلية، تسهم في تعزيز فهم العلوم الإسلامية بطرق حديثة. كما يجب تشجيع الأبحاث والدراسات حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العلوم الشرعية، وإنشاء شراكات بحثية بين الجامعات والمؤسسات التقنية لضمان مواكبة المستجدات العلمية وتطبيقاتها في المجال الإسلامي.
4. تمكين التدريسيين من استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية: ينبغي تمكين أعضاء الهيئات التدريسية من توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل أداء الطلبة، وتصميم بيئات تعليمية تكيفية تتناسب مع احتياجاتهم، مما يعزز الفهم والاستيعاب. كما يجب إقامة ورش تدريبية ودورات متخصصة تُعرّف التدريسيين بأفضل ممارسات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتساعدهم على دمج هذه التقنيات بفعالية في أساليب التدريس والتقييم الأكاديمي.
5. تعزيز دور العلماء في توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي على وفق الضوابط الشرعية: يتحمل العلماء مسؤولية توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم الإسلامية، من خلال إصدار دراسات وفتاوى واضحة حول مجالات تطبيقه، ومدى توافقها مع الضوابط الشرعية. كما يجب إنشاء لجان استشارية تجمع بين علماء الشريعة وخبراء التقنية لضمان تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي تراعي أخلاقيات البحث العلمي والمبادئ الإسلامية.
6. توفير بيئة بحثية للطلبة تسهم في دمج الذكاء الاصطناعي في الدراسات الإسلامية: ينبغي تشجيع الطلبة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في البحث والتحليل العلمي، وتوفير محركات بحث ذكية تساعدهم في الوصول إلى المصادر الشرعية بسهولة ودقة. كما يجب دعم مشاريع التخرج والدراسات العليا التي تستكشف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تحليل النصوص الشرعية، وتصنيف الأحاديث، ودراسة الأحكام الفقهية، مما يسهم في إنتاج معرفة إسلامية أكثر شمولية وعصرية.
7. إرساء شراكات استراتيجية بين المؤسسات الإسلامية والتكنولوجية لتعزيز الابتكار: يتطلب التكامل بين العلوم الإسلامية والتكنولوجيا الحديثة بناء جسور تعاون بين المؤسسات الإسلامية والشركات التقنية والمراكز البحثية، بهدف تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي مخصص للعلوم الشرعية، وتعزيز الاستفادة من التحليلات الذكية في فهم النصوص الدينية، ودعم الجهود الرامية إلى رقمنة المخطوطات الإسلامية، مما يضمن حفظ التراث الإسلامي وإتاحته للأجيال القادمة بأساليب متطورة.
المزيد من الاخبار