متى تحكم البرلمانات العربية الشرق الاوسط

2022-07-06

متى تحكم البرلمانات العربية الشرق الاوسط

محاضرة اقامها قسم الدراسات التاريخية


برعاية معالي رئيس المجمع العلمي العراقي رئيس مجلس امناء بيت الحكمة الاستاذ الدكتور محمد حسين آل ياسين.
نظَّم قسم الدراسات التاريخية في بيت الحكمة، محاضرة علمية للبروفيسور ماثيو رَي Matthieu Rey، مدير قسم التاريخ المعاصر في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى – بيروت French Institute of the Near East. تحت عنوان: (عندما حكمت البرلمانات الشرق الأوسط.. العراق وسوريا (1946-1963))، وذلك في الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء، الموافق 6/7/2022، على قاعة الندوات في بيت الحكمة. وقد أدار الجلسة الأستاذ الدكتور فلاح حسن الأسدي، عضو الفريق الاستشاري لقسم الدراسات التاريخية.
كُرِّست المُحاضرة لتسليط الضوء ومناقشة الموضوعات التي تناولها المحاضر في كتابهِ المعنون: (عندما حكمت البرلمانات الشرق الأوسط). مشيراً في البدء إلى كيفية تجربة كلٍّ من العراق وسوريا، خلال الفترة (1946-1963)، نظاماً سياسياً لم يشهده تاريخهما قط سابقاً، نظاماً برلمانياً استند على الأفكار الليبرالية والدستورية. مبيناً في الوقت نفسه أنَّ هدف الكتاب قيد المناقشة هو تقصِّي كيفية ظهور هذا النظام من تراث الحقبة العثمانية، وكيف سار، وكيف تجسَّدت الصعوبة الكبيرة لنظام المجلس النيابي في متابعة القضايا الراهنة والحفاظ على وجودها المناسب.
مبيناً أنَّه وخلال الفترة ذاتها جرَّب كِلا البلدين شكلاً معيناً من السلطة، مارست فيها البرلمانات دوراً أساسياً. إذ يُلقي الكتاب الحالي ضوءاً ساطعاً على هذهِ الحقبة المحورية، تلك هي المطامح الحقيقية لنظام ليبرالي دشَّن حياةً برلمانيةً واسعة في الوقت الذي أعادت السلطات تشكيل كِلا البلدين. وهو يتساءل عن ماهيَّة النظام التمثيلي ؟ وكيف يعمل في العالم غير الغربي ؟ وكيف يواجه التحديات الداخلية والخارجية ؟
يهدف الكتاب الحالي، بالإستناد إلى العديد من الوثائق العربية، إلى التحرِّي عن كيفيَّة عمل البرلمان بشكلٍ صارم، وكيف سمح هذا النظام للمُمارسات التقليدية لتقوية حتَّى آليات التمثيل السياسي التي قوَّضها. وهو يُحلِّل وفقاً لذلك – وبعمق - الأنظمة البرلمانية بعملها في العالم غير الغربي، الذي يوسَّع الفهم لهذا التشكيل المؤسَّساتي.
ضمَّ الكتاب خمسة فصول، تناول فيها مؤلِّفه الموضوعات ذات العلاقة بالعنوان العام له، وبحسب الخطَّة المنهجية التالية:
الفصل الأول: يستكشف الفصل الأول نظام المجلس النيابي في مرحلة التكوين. فيُحلِّل الارتباط بين الإصلاحات العثمانية والأحكام الأوربية المُتعلِّقة بوضع الدستور. ويهدف هذا الفصل إلى شرح كيف شكَّلت النشاطات السياسية في المدن النظام الدستوري، وكيف تجمَّع السياسيون خلف رسالتها المُهيمنة، وكيف هيمن النوَّاب المُعتمدين على أنفسهم على المشهد السياسي.
الفصل الثاني: يشرح هذا الفصل مؤسَّساتية الوجهاء من خلال التمثيل السياسي. ويُفصِّل بحقبة الاستقلال بين (1946-1949)، من مغادرة آخر الجنود الأجانب من سوريا، وإعلان القوانين الليبرالية في العراق، إلى حرب فلسطين. ويُلقي ضوءاً ساطعاً على كيفيَّة سماح البرلمان للوجهاء بتقوية سلطتهم.
الفصل الثالث: يتعامل هذا الفصل مع تطور النظام التمثيلي. ويدرس توقعات ونتائج أزمة 1948. ويركِّز على كيفيَّة إعادة تنظيم كِلا النظامين من خلال غلق الفضاء الشعبي، وتقليل عدد النوَّاب، ونفوذ الشعب؛ بسبب السيطرة الواسعة لأولئك الذين في السلطة.
الفصل الرابع: يحاول المؤلِّف في هذا الفصل أنْ يوضِّح التمثيل السياسي في الواقع، مبيناً خلاله كيف أنَّ الانتخابات ونتائجها عدَّلت المشهد السياسي. فالتمعُّن في انتخابات عام 1954 يُلقي ضوءاً على معنى اللحظة الانتخابية.
الفصل الخامس: يناقش الفصل الأخير الطَّلاق مع النظام الليبرالي. ويدرس بعمق إنهيار النظام البرلماني، عندما حاولت النُّخب الثورية تطبيق التمثيل الحقيقي للشعب. وقد أدَّت الإصلاحات الراديكالية إلى تقويض المؤسَّساتية في ممارسات السلطة، وعلى نحوٍ أساسي خدمات المُخابرات والجيش. فظهر نظام جديد دمَّر لغة الحوار في النظام الليبرالي.

 

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر