على هامش السؤال الفلسفي

2022-11-03

على هامش السؤال الفلسفي

ورشة عمل اقامها قسم الدراسات الفلسفية


على هامش السؤال الفلسفي
      
   عقد قسم الدراسات الفلسفية بالتعاون مع الجامعة المستنصرية قسم الفلسفة ورشة عمل بعنوان (على هامش السؤال الفلسفي) في رحاب بيت الحكمة يوم الخميس المصادف 3/11/2022تراس الورشة الاستاذ المساعد الدكتور محمد حسين النجم مشرف قسم الدراسات الفلسفية شارك في الورشة الاستاذ المساعد الدكتور قاسم جمعة راشد تدريسي في كلية الاداب قسم الفلسفة الجامعة المستنصرية وجاءت عنوان المشاركة "على سبيل التنوير خارج سلطة القول " بعد عصر التنوير هو القاعدة التي قام عليها البناء الفكري للنظام السياسي والاقتصادي والديني والاخلاقي في القرون اللاحقة وعصر التنوير شهد ثورتين فكريتين الاولى عقلية والاخرى تجريبية والفكرة الاولى تعد ان العقل مقدم على نور الرب لان السبيل والطريقة لمعرفة الله والايمان به واول رواده ديكارت وسبينوزا فهو احد اعمدة عصر التنوير فهو قد اكد ان الجسد والعقل كيانان منفصلان والخير اسمى يكون في المعرفة وهي اتحاد الروح بالطبيعة.
   ثم جاءت مشاركات لنخبة من طلبة قسم الفلسفة وهم محمد زامل حمود بعنوان " الفلسفة في القرن الواحد والعشرين او مهمة الدرس الفلسفي في تجاوز اشكاليات الواقع" تناول الباحث ان الفلسفة هي سؤال وتفكير فالفلسفة هي التي تفتح افاق التفكير فتخلق له فتوحات شخصية فالتعليل اهم سمة من سمات تحليل التفكير بدأ الباحث يستعرض جذور السؤال وطبيعة السؤال في تاريخ الفلسفة ثم عرج الى تعريف الفلسفة وذكر ان وضع تعريف للفلسفة بالمهمة الشاقة ثم استبع ان الفلسفة طرائق للخلاص وبعدها تداول الدور المهم في مهمة الدرس الفلسفي.
   وبعدها جاءت (الفلسفة والترجمة) مشاركة الطالب مؤكدا على دور الفلسفة لترجمة المعارف والافكار فهي كممارسة اسلوبية لتطوير الامكانات التعبيرية والدقة التحليلية للغة ما فهي تفسير للأشياء الموجودة حولنا فكيف نترجم الفلسفة؟ كيف ومن يقوم بالترجمة؟
  وهناك مشاركة للطالب صالح رحيم بعنوان" الفلسفة والشعر بوصقهما سؤالاً غارقا في القوم" يؤكد الباحث ان الفلسفة والشعر تسعى الى تعرية الاشياء ونسف بداهتها انهما يكافحان بمرارة من اجل الحفاظ على روح الطفل التاريخي في المعرفة ذلك الطفل المشاكس في طرح الاسئلة المقلقة وطرح عدة ابيات شعرية في التفكير والصمت لتفسير الفلسفة .
  وبعدها جاءت مشاركة الطالب اياد نجم بعنوان " نشوة السؤال الفلسفي وازمة الوعي" مؤكداً ان الفلسفة هي السؤال وهي اليوم بامس الحاجة لطرح عدة تساؤلات جديدة سيذكره ولعل الاسئلة التي واجهت كل بني البشر منذ بزوغ لحظة الوعي فالوعي هو جوهر المعرفة.  
 ومن ثم جاءت مشاركة الطالبة اية سعد بعنوان(محاولة في الإجابة عن سؤال الفن
في بداية الأمر أود أن أقدم نبذة صغيرة عن فكرة هذا البحث ، بشكل يوضح موضوع البحث والذي يتخصص في الفن والفلسفة ، ستتناول هذه الورقة بعض الاشياء عن الفن والفلسفة ووجه التشابه بينهما ، وما العلاقة التي تجمع الفلسفة بالفن ؟ وهل الخيال الفني فلسفة  ؟وما الفن هل هو حاجة ام وسيلة تعبير عن مشاعر الفنان من خلال تحريك او تطهير او فلسفة المشاعر؟
ان البوابة لكل من الفلسفة والفن هو التفكير لكن كل منهم يقوم بوظيفة معينة ،  فالفلسفة تجريد للفكرة انما الفن تجسيد للأفكار كما ان وظيفة الفلسفة نقدية ، فهي تفحص شيء لتحدد نقاط ضعفه وقوته ، فلا تسمح لأي اعتقاد ان يجتاز الاختبار لمجرد كونه يستند على تراث او معتقد او لانه يتمشى مع التفكير الشائع او لان حكماء نادوا به ، وتحاول ان لا تأخذ اي شيء قضية مسلماً بها ، والفن ايضاً ياخذ على عاتقه القيام بأختبار نقدي لا يقتصر على الخصائص الجمالية والشكلية للعمل الفني فقط وانما البحث عن ارتباطات اخرى مستمدة من البيئة او الحياة الشخصية للفنان .
 احياناً تكون الفلسفة فن او يكون الفن فلسفة فعندما نرى عمل فني يطرح اسئلة ويسيطر عليه الغموض نجد هنا علاقة الفن بالفلسفة  قوية ، وايضاً  هناك فرع من فروع الفلسفة لقياس معيار جمالية العمل الفني ، يقوم هذا الفرع بنقد العمل الفني وتحليله ، وهذا  لم يصبح فرعاً من فروع الفلسفة الا في النصف الاخير من القرن 18 ويعد الكسندر باومجارتن اول من استخدم مصطلح الاستطيقا كان قد قصد به تأسيس علم مستقل يبحث في العلاقة بين الشعور والاحساس والكمال ، حيث كان قبل ذلك تخلط معايير القيم الجمالية مع معايير المنفعة والاخلاق

وهناك تشابه بين الفلسفة والفن وهو ان الفلسفة تأثرت بعقلية الانسان فعلى سبيل المثال في العصور الوسطى كانت الفلسفة تحت غطاء الدين ، وايضاً كان الفن كذلك فمثلا الفنانون كان فنهم مجرد وسيلة من اجل غاية هي رواية القصة المقدسة رواية مثيرة ولم يروها من اجل ذاتهم بل من اجل رسالتها ومن اجل ان يستمد المؤمن منها العزاء والفضيلة  ، وركز فنهم على فكرة كساء الجسد ، واعتبروا الفن والجمال رمزاً إلى جمال الله ، والبعض اعتبره فخاً من فخاخ الشيطان ، اما في بداية القرن الخامس عشر احدثت الاكتشافات التي قام بها فنانو ايطاليا هزة في انحاء اوربا كافة ، والفكرة التي سحرت الفنانين ورعاة الفن هي ان الفن يمكن ان يستخدم  من اجل عكس مقطع من عالم الواقع ايضاً ، فهتم فلاسفة عصر التنوير بالظاهرات الجمالية ، خلاصة الرحلة بين القديم والحديث منهم من كان مؤيد ومنهم رافض ومنهم من قال اننا نَعرف الفن، واخر قال اننا نُعرف بالفن
ان كل من الفلسفة والفن لهم نظرة مختلفة للأشياء فالفلاسفة والفنانين يرون المألوف بطريقة مختلفة غير مألوفة ، وهذه الرؤية لابد من ان تكون معبرا عن طبيعة الوجدان البشرية ، ان كل انسان فنان بطبعهِ ان كان هذا الفن هواية او موهبة حتى وان كان مهنة الاختلاف يكون بالقدرة على الممارسة فيمارس الفن بالخبرة او الاحترافية او يمارس كعمل ، واحياناً يضل هذا الفن كامن بسبب عجز الانسان عن الخيال ، الخيال الذي هو اساس بداية كل فن ، لان الانسان يخشى ان يجد نفسه وجهاً لوجه مع هذا الواقع الرهيب فيحاول تغطيته بستار من الخيال ، عندما يفقد الشخص الامل من قدرته على المواجهة ويرى نفسه غير قادر على الهروب او القتال او حتى الصمت فانه يلجأ الى الخيال ، وهنا نستنتج بان الفن يقوم على الخيال ، هذا الخيال الذي يكون عالق في حدود العقل ، احياناً يتسم بالشجاعة والمجازفة يخرج من حدود العقل ويقوم بتوظيف اجزاء مع العقل ، فيكون للخيال وجود عظيم  حتى وان كان هذا الخيال يملئه الجنون والفوضى والخراب والدمار.
ان الخيال حقيقتنا التي لاوجود لها ، لكن تحويل الخيال الى وجود يحتاج الى انسان يثبت انه ليس مجرد حيوان تدميري فطري وشهواني يراكم الخراب من حوله ، بل هو مبدع يستطيع تحويل الخيال الى فن اذا كان الفن تشكيلي او تصويري او محرك للاحساس ، حتى وان كان هذا الخيال مرعب فيسطيع الفن ان يروض الخيال ويحوّله إلى مادة تعبيرية ظاهرة ، كما لا يمكن التغافل عن أن الخيال وحده لا يكفي لخلق الإبداع الفني فحتى يتجاوز الهذيان والسطحية يحتاج إلى عمق التناول في الفكرة المطروحة مهما كانت .
ان الفن يضع تحت متناول الحدس ماهو موجود في الفكر الانساني ويعني الحقيقة التي يأويها الانسان في فكره وما يكون في صدره فلا ينبع الخيال من فراغ، إنما هو نشاط نفسي إيجابي او سلبي يتفاعل مع النشاط الذهني فيساهم في ايقاظ الشعور والوعي .فنستنتج أن الفن عالم قائم على الخيال وان المشاعر التي تنمي الخيال هي البوابة نحو الإبداع ، أما الخيال فهو عالم مفقود غني وممتع، مفعم بالمشاعر والجمال، والفن هو الوسيلة للوصول إلى هذا العالم فالمشاعر والخيال هما اللذان يعوضان ما هو مفقود لدينا وقد نجعل المفقود موجود من خلال الإبداع في شيء ما ،  الفن لا يوجد مستقل عن احساس الانسان ، فهو ترجمة للأحساس الذي هو في الذات الجوهرية) ، ان اسلوب الفنان يكشف عن شخصية الذات لان الاسلوب يعتمد على العنصر الحسي ، فالفنان يجد في الفن مخرجاً مفيداً للأفكار  مع الشعور بالحرية المطلقة فتخرج الفوضى خارج الذات دون اللجوء الى احد ليساعد في اخراجها .
اذا كان الفن لغة استخدمها الإنسان لترجمة الاحساس والتعابير التي موجودة في ذاته الجوهرية ، فالفلسفة ايضاً لغة استخدمها الانسان لترجمة افكاره ، والاثنان يقومان باستكشاف الواقع من خلال عرض حسي او فكري واحياناً يقومان بإعادة خلق للواقع ، وفي النهاية يمكن اقول ان الانسان لا يستطيع ان ينقذ نفسه من افكره الا من خلال الفلسفة او الفن ، فالفلسفة افكار قابلة للكلام والفن افكار قابلة للتنفيذ.
بعض التوصيات
تضمين رياض أطفال المراكز المعنية برامج مهتمة بتنمية قدرات الطفل الذهنية والمعرفية
احياء درس الفلسفة في  التعليم الثانوي بما ينمي عندهم قيمة السؤال وإجرائية الحوار وقيمة الفهم والتحليل والتركيب ومراعاة التلقي عند الطلبة وتعزيز قدراتهم النقاشية والتأويلية
أهمية أخذ بنظر الاعتبار ثقافة المعلم والمتعلم ووضع خطط بيداغوجية تنظر إلى هذه المسالة التعلمية بما يخلق جو تفاعلي بين أطراف الدرس ولاسيما درس الفلسفة
 

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر