التجديد في الخطاب العقدي المعاصر وضرورته

2023-03-14

التجديد في الخطاب العقدي المعاصر وضرورته

ندوة علمية اقامها قسم الدراسات الاسلامية


 تجديد الخطاب العقدي المعاصر



عقد قسم الدراسات الاسلامية في بيت الحكمة ندوة بعنوان (تجديد الخطاب العقدي المعاصر) في تمام الساعة العاشرة صباحاً من يوم الثلاثاء الموافق 14/ 3/ 2023 م،  في القاعة الالكترونية، كلية الفقه ـ جامعة الكوفة، محافظة النجف الأشرف.

مدير الجلسة : أ,م,د. حيدر حسن الاسدي  التدريسي في كلية الفقه ـ جامعة الكوفة- قسم العقيدة والفكر الاسلامي.
المحاضرون :
1. أ. د. وليد عبد الحميد فرج الله الاسدي ـ التدريسي في قسم الفكر والعقيدة، كلية الفقه ، وعضو الفريق الاستشاري في بيت الحكمةـ
2. أ.د رزاق حسين الموسوي . التدريسي في قسم الفكر والعقيدة، كلية الفقه . جامعة الكوفة
الحضور :
       بلغ عدد الحضور للورشة اكثر من ( 30 ) شخصية من مختلف الجامعات والمؤسسات الاكاديمية والدينية ، وجمع من طلبة القسم للدراسات الاولية ومنهم:
الدكتور سعد الكعبي معاون العميد العلمي ، والدكتور كريم شاتي، والدكتور صادق الطفيلي،  والدكتور والدكتور  جاسم هاتو رئيس قسم العقيدة ، والدكتور هادي الكرعاوي ،

وقائع الندوة :
1- كلمة مدير الجلسة الدكتور حيدر الاسدي، والتي تناول فيها :

   الترحيب بالحضور الكرام،  قدم فيها رؤية تمهيدية عن طبيعة الخطاب الديني والمتغيارت التي يجد ان تحصل فيه لاستعياب المخاطب مع الحفاظ على الاصاة والثوابت العقدية للمتلقي ثم قد المحاضرين بالتعربف بهم من خلال السيرة العلمية لهم ، وجهودهما التأليفية، والتدريسية، والعلمية في المجالات المعرفية المتعددة والمتنوعة.
التأكيد على أهمية الندوات، واللقاءات، والتعاون المشترك ما بين المؤسسات في رفد الحركة العلمية، ومواكبة كل ما هو جديد في المجال العلمي والمعرفي.



2- القاء البحوث العلمية :
الورقة البحثية الأولى:
أ‌.    د. وليد عبد الحميد الاسدي:
وحملت عنوان (تجديد الخطاب العقدي المعاصر في الأديان الحية).
   وتناول فرضية :إذا كان التجديد جعل الشيء جديدا فإن تجديد الخطاب العقدي لا يعني تجديد العقيدة ذاتها وتغييرها لتصبح عقيدة جديدة مستحدثة قائمة على أنقاض العقيدة القديمة ، بل يعني تجديدها فهمها فهما معاصرا ومعرفتها معرفة واقعية حقيقية كما هي دون جمود على حرفية قراءاتها المتعددة بتعدد عقليات الباحثين والعلماء والشرّاح عبر القرون .
   ولكن هذا لا يعني القطيعة مع الخطاب العقدي في تراث الأمة ، بل يعني تجديده بلغة معاصرة وأسلوب حضاري ، في إطار منهج علمي دقيق يجمع بين إحياء وبعث ما اندرس منه بسبب تراكمات بعض المقولات ، وتخليصه من الآراء الاجتهادية التي لا أصل لها إلا أذواق أصحابها ، وتنزيله على واقع الحياة ومستجداتها كل ذلك إنطلاقا من " نصوص الوحي الإلهي القطعي الصدور " و " إدراكات العقل التي لا لبس فيها وبديهيات العقل التي أجمع عليها العقلاء "
فلا بد من تصحيح الخطاب العقدي المعاصر، والارتقاء به معرفيا وبيانيا ليكون خطابا تكامليا شموليا فاعلا ، وليؤدي دوره المأمول في أن يكون خطابا توعويا بالعقائد الإلهية الصحيحة ، وبتصحيح المفاهيم المغلوطة عن تلك العقائد .
    ولكن المشكل الذي يواجه الخطاب العقدي " التعقيد " بل والغموض في ذهنية الإنسان المعاصر ، وخصوصا ذهنية الشباب ، مما جعله خطابا ماضويا مقلدا لخطاب قدامى اللاهوتيين والمتكلمين ، أقرب منه إلى أن يكون خطابا معاصرا .
     فالكثير من الخطاب العقدي اليهودي خطاب " حاخامي تلمودي " يختلط بالمعرفة الباطنية الكابالية ، وبأسلوب لا يفهمه إلى المختص بالدراسات التلمودية ، وفي إطار رؤية أحادية في أفق قومي محدود ، ونزعة مادية تجسيمية .

الورقة البحثية الثانية:
أ.د رزاق الموسوي:
  وحملت عنوان (التجديد في الخطاب الاسلامي المعاصروتطبيقاته).
تمحورت المحاضرة حول الخطاب العقائدي المعاصر وتطبيقاته إذ تبين فيها معنى الخطاب لغة واصطلاحا" والفرق بين الخطاب العقائدي الإسلامي القديم والخطاب العقائدي المعاصر إذ بين الباحث الفروق الأساسية فيما بينهما ومن ثم التطبيقات لذلك وكان من أهم التطبيقات هو كيفية إثبات الحياة البرزخية مفيدا" من علم الباراسيكولوجي وكذلك في بيان  وكيفية تصوير المعاد مفيدا" من علوم الحياة المعاصرة.
وقال ابن منظور:الخطاب هو الذي يقصد به الإفهام:إفهام من هو أهل للفهم والكلام الذي لا يقصد به إفهام المستمع فإنه لا يسمى خطاباً .هذا لغةً .
والقرآن الكريم أكد كثيراً على الخطاب ولكن الخطاب المفهم الشافي والقاطع في بيان المعنى ، قال سبحانه:(وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب)20ص ، وهنا يتكلم عن داوود فالله تعالى يبين أن داود أعطي الملك ، والملك يحتاج الى الحكمة هذا أولاً وثانياً يحتاج إلى فصل الخطاب أي يحتاج إلى كلام شاف قاطع ليس كلاماً ثرثاراً، بل لابد أن يبين وجه الحق على أكمل وجه.
واما الخطاب في الاصطلاح الفلسفي :هو المنهاج في التفكير والتصور وفي التعبير عن أفكاره وتصوراته. ودخل هذا المفهوم الاصطلاحي  للخطاب في الفكر السياسي المعاصر فصار الخطاب السياسي منطوياً على المنظومة الفكرية والمضمون الآيديولوجي ، مما يجعل الخطاب السياسي لهذه المجموعة معبراً عن عقيدتها السياسية واختياراتها المذهبية .فالخطاب في هذا المقام ليس مجرد أسلوب للتبليغ وطريقة للتعبير  عن الرأي والموقف ليس هذا فحسب لكنه أيضاً هو:الوعاء المعبر عن العقيدة والروح والفلسفة والمذهب.
 وينطبق هذا المفهوم أيضاً على الخطاب الثقافي ،والخطاب الادبي، والخطاب الاعلامي والخطاب الاسلامي.
فالخطاب الاسلامي :هو الوسيلة التي يخاطب بها المسلمون العالم ، والمنهاج الذي يصوغون من خلاله أفكارهم وآراءهم ومواقفهم التي يريدون ايصالها الى القطاع الاوسع من الرأي العام العالمي عبر كافة الوسائل الاعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية .

 التوصيات التي خرجت بها الورشة :
1ـ التأكيد على التعاون ما بين المؤسسات المختلفة في المجالات العلمية والمعرفية.
2ـ التأكيد على أهمية التحديد ضوابط الخطاب الديني والعقدي .
3ـ ضرورة تشخيص متطالبات الخطاب وقدرته على ايصال المفاهيم للجيل الجيد أمام الهجمة الثقافية الغربية والافكار المنحرفة.
4ـ الاهتمام بالتراث الإسلامي عموماً، وتراث أهل البيت عليه السلام خصوصاً، وإيصاله إلى العالم أجمع وبأسلوب معاصر.
 

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر