مؤتمر :واقع ومشكلات الإثنيات والأقليات في العراق

2011-09-30

 مؤتمر :واقع ومشكلات الإثنيات والأقليات في العراق

 عقد قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة مؤتمره العلمي السنوي الثاني والموسوم ( واقع ومشكلات الإثنيات والأقليات في العراق ) على قاعة المركز الثقافي النفطي  المصادف الخميس 29/9/2011  وبمشاركة ( 15 ) باحث


 ﴿   تحت شعار   ﴾

 
التنوع الثقافي وسيلة للحفاظ على تماسك بنية المجتمع العراقي
 
عقد
 
قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة المؤتمر العلمي السنوي الثاني الموسوم 
 
)  واقع ومشكلات الإثنيات والأقليات في العراق   (
 
عقد قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة مؤتمره العلمي السنوي الثاني والموسوم ( واقع ومشكلات الإثنيات والأقليات في العراق ) على قاعة المركز الثقافي النفطي  المصادف الخميس 29/9/2011  وبمشاركة ( 15 ) باحث من مختلف الطوائف والأقليات من داخل العراق وخارجه ، وبحضور واسع من قبل الأكاديميين والباحثين والمختصين وبعض طلبة الدراسات العليا ، كما تميز بتغطية إعلامية واسعة من قبل القنوات الفضائية والوكالات الإخبارية والصحافة .وقسمت وقائع المؤتمر على جلستين نظريتين ومن ثم الى ورشتي عمل بشأن ( البعد الديني والبعد العرقي ) عقدت بالتزامن في ان واحد ،  ونبين أدناه تفاصيل المؤتمر   :-
 
افتتح المؤتمر عند الساعة العاشرة صباحاً من يوم الخميس 29/9/2011 بالنشيد الوطني العراقي .
 
 ومن ثم دعا عريف الحفل مشرف قسم الدراسات الاجتماعية الأستاذ الدكتور كامل المراياتي ، لإلقاء كلمة الافتتاح التي شدد فيها على ضرورة تلاحم أبناء الشعب العراقي والعمل على توحيد الصفوف كما بين دور وأهمية بيت الحكمة في رفد ودعم جميع الجهود العلمية التي تصب في تحقيق ذلك ، وفي نهاية كلمته دعا الى افتتاح المؤتمر بعقد الجلسة الأولى  منه  ونورد أدناه تفاصيل الجلسات  .
 
أولاً / وقائع الجلسة الأولى  :-
عقدت في تمام الساعة 15 . 10 صباحاً  برئاسة الأستاذ الدكتور كامل المراياتي  وبمعيته المقرر الدكتور أياد كريم الصلاحي  وبمشاركة البحوث الآتية :-
 
1)    (أثنيات وأقليات العالم : رؤية انثروبولوجية )/ أ.د. قيس النوري
 
2)    (البناء الاجتماعي والأنساق الأثنية ) أ.م.د. صبيح عبد المنعم
 
3)    (الذاكرة المستنبتة:نحو بناء ذاكرة وطنية)/ أ.م.د. جعفر نجم نصر   
 
كان البدء ببحث الأستاذ الدكتور قيس ألنوري (أثنيات وأقليات العالم : رؤية انثروبولوجية ) الذي أكد على أ ن مسألة الإثنيات والأقليات بقيت مصدراً للمشكلات لاسيما بعد تشكيل الحكومة العراقية عام 1921م . ومع تنامي تعقيدات المؤسسات الدستورية والقانونية بدأت تتصاعد أصوات هذه الفئات بتأكيد الهوية الذاتية  و ربما يُقال أن أمية السكان أضعفت مدى متطلبات تلك الأقليات التي كانت منتشرة في القرى والمدن ولم تسنح لها فرصة الاستفادة من الوسائل الرسمية والإعلامية بتصعيد موضوع الحقوق المدنية , فضلاً عن اكتفاء هذه الطوائف بما يتوفر لهم من أمان وقليل  من الحراك الاجتماعي , مما حال دون ظهور حقوقهم على الواجهة السياسية والاجتماعية في البلاد , أضف الى ذلك قلة عدد المدارس واتساع امتدادات الخرافة وضآلة وجود المفكرين .
 
وبتشكل الجماعة الإثنية الحقيقية , لابد أن يشعر الأعضاء الى درجة ما بأنهم يمثلون جماعة أثنية مميزة تتسم بقوة تماسك الأعضاء والإحساس العام الناتج من تماثل السلوك والمواقف الى جانب تكرار الاتجاهات الفكرية ونمطية الرغبات والطموحات .
 
أما الدكتور صبيح عبد المنعم أحمد فقد انطلق من مفهوم النسق العام والأنساق الفرعية لدراسة بناء المجتمع العراقي , إذ رأى أن التنوع ألاثني في العراق يشكل أنساق فرعية متداخلة ضمن البناء الاجتماعي العام للمجتمع العراقي , وتمثل تلك الأنساق الفرعية إثنيات وطوائف متعددة تمثل نسيج البناء الاجتماعي في المجتمع العراقي . وهذا التنوع ألاثني يشكل عاملاً موحداً في فترات سيادة القانون العام والمصلحة العامة ولكنه سيصبح عاملاً من عوامل التعويق والتفرقة إذ اختلت آليات تطبيق القواعد العامة المشتركة , الأمر الذي يؤدي الى زيادة عوامل التوتر والنزاع الاجتماعي .
 
فيما أكد الباحث الدكتور جعفر نجم نصر ان موضوعه الذاكرة المستنبتة التي تبنته الدولة بمشروعها الوطني تمثل خط المشروع الوطني لبناء عقد اجتماعي سياسي لكافة الأقليات والأثنيات العراقية والذي تكون فيه العدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية  بمثابة الحجر الرئيس للقضاء على العنف والإقصاء والتهميش السياسي من ناحية , وبث ثقافة التعددية في مفاصل المجتمع من ناحية أخرى لأجل تحقيق مجتمع الحقوق والواجبات لمجتمع مدني , والذي لايمكن تحقيقه أو إقامته من دون وجود دولة حديثة قوامها الرئيس الدستور العادل .
 
ثانياً / وقائع الجلسة الثانية  :-
 ابتدأت الجلسة الثانية عند الساعة  (11-12) ظهراً ، برئاسة الأستاذ المساعد الدكتور سلام عبد علي وبمعيته المقررة الدكتورة فريدة جاسم وقد نوقشت خلال هذه الجلسة ثلاثة بحوث هي كالأتي:- 
 
1)  (بناء الذاكرة الايجابية في مجتمع تعددي مثقل بالتاريخ: نحو مشروع لبناء ذاكرة ايجابية )  للباحث الدكتور نعمة ألعبادي مدير المركز العراقي للبحوث والدراسات .   
 
2)    (الدستور والأقليات الأثنية سوسيولوجيا التعدد في الوحدة ) للأستاذة الدكتورة ناهده عبد الكريم حافظ/جامعة بغداد/كلية الآداب
 
3)    3-(انبعاث الهويات الفرعية والبحث عن الهوية الوطنية في العراق) للباحث علي طاهر /  جامعة بغداد/كلية الآداب     
 
     افتتح الدكتور نعمة ألعبادي بحثه بتساؤل مهم وهو:- هل يمكن لدولة ذات تعددية ثقافية أن تنتخب لنفسها   (ذاكرة رسمية), وان تفرض على الجميع(تاريخاً رسمياً للوطن)بقوة الترهيب المكشوف أو بقوة القانون وما ينطوي عليه من عنف خفي وناعم؟بالطبع, هذا ممكن, إلا أننا ينبغي أن نميز بين ما هو ممكن وبين ما هو خير أو جيد أو جائز أو مشروع أخلاقيا ثم ماذا يعني ( التاريخ الرسمي) في دولة ذات تعددية ثقافية وتنطوي على جملة من الذاكرات  التاريخية الجماعية ؟المعنى الوحيد لهذا التاريخ هو التذكير بدوام فعل الهيمنة وممارسة القوة والإخضاع بحيث يجري انتخاب ذاكرة جماعية بعينها ودفعها إلى الواجهة لتكون هي (الذاكرة الرسمية) والتاريخ الرسمي للوطن. والحصيلة من وراء ذلك إن ذاكرات بقية الجماعات يتم إقصاؤها وتهميشها وحتى تصفيتها ومحوها لصالح هذا ( التاريخ الرسمي) المفروض على الجميع. ثم أشار الدكتور ألعبادي إلى أن الأنظمة الدكتاتورية في العراق عامة  والبعث الصدامي على وجه الخصوص عملت على هذا الموضوع ، وأنفقت الأموال الطائلة لأجله . وتكمن الخطورة في هذا المجال أنها استطاعت أن تنقل هذه الذاكرة المختلقة الملفقة من كونها ( ذاكرة للسلطة والهيمنة) إلى ( ذاكرة للدولة) وصار الالتزام بها والتفاعل معها ضرورة وطنية، والتنصل عنها أو التقاطع معها خيانة للوطن. إن هذه الذاكرة المشوهة، خلقت قطيعة وارتباك تجاه الماضي الحقيقي للعراق، وأغرقت الناس في أوهام تصورات وعقائد وأيدلوجيات لا تمت إلى الواقع بصلة، وتجلى ذلك في السلوك الفردي والاجتماعي للعراقيين،وعليه أكد الدكتور إن مشروع بناء الذاكرة الايجابية لا ينبغي أن يكون قراراً حكومياً ، بل هو خيار عراقي جماهيري  يقتضي أن يأخذ استحقاقه من التفكير والتخطيط والزمن اللازم لانجازه ، كما أن التعليم والثقافة والدين ، ومؤسساتها هي المكلف الأول بالقيام بهذه العلمية . ولابد أن نبدأ من رياض الأطفال ، بل من أول خطوط التربية وخطواتها. 
 
أما الدكتورة ناهده عبد الكريم فقد انطلقت من نقطتين جوهريتين :- الأولى / هو أن التعدد الإثيني في العراق لابد أن يحترم وهذا الاحترام هو تعبير عن حقوق إنسانية غير قابلة للتصرف، وغير قابلة للتجزئة. أقرتها المواثيق الدولية، بدءاً من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مرورا بالعهود الدولية المختلفة ،وصولا الى هذا التوجه الدولي العام نحو إقرار الديمقراطية، ورفض الديكتاتورية، وتضييق نطاق دور الدولة ومركزيتها.
 
والنقطة الأخرى لتلك المرجعية هو أن التعدد وما يتصل به من احترام للحقوق ينبغي أن لا يهدد وحدة العراق التي هي خيمة الجميع. وعلى الجميع أن يعززها ويعمل على أن يستمد منها هوية وطنية تحمل جميعاً عنواناً هو، عراقيون .إذاً هذا البحث يراجع مسألة مهمة هي علاقة الدستور بالآثنيات من خلال رؤية سوسيولوجية، أُهملتْ طوال عقود  لحساب رؤى سياسية، ذات مضامين أثنية أو اقتصادية، تشكك بوحدة العراق ولا تدعمها. من ذلك مثلاً، ترويج البعض لفكرة أن هناك مناطق أثنية (مغلقة) خاصة بعنصر معين، دون غيره، مع أن الوقائع، تشير إلى أن كل منطقة في العراق، تضم أعراقاً متعددة بدرجات متباينة، وأننا لو نظرنا إلى أوضاع بعض المدن التي تضم الآن سكاناً من أثنية معنية كأغلبية سنجد إنها، لم تكنْ كذلك في مطلع القرن التاسع عشر ،وعليه يجب أن نأخذ بالحسبان مسألة التعدد الموزائيكي العراق، داخل البنية العراقية الواحدة سياسياً، وجغرافياً وثقافياً. دون أن ننسى حقيقة إن هناك قوى تعمل على إشاعة فكر التجزئة، وتثير الخلافات والعداوات الأثنية والطائفية بهدف تهديد وحدة العراق.
 
في حين أشار الباحث علي طاهر الى أن تأريخاً من السلوك السياسي-الإجتماعي  قد  تسبب بمشكلات خطيرة تراكمت منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، وقد خرجت من قمقمها بعد انهيار النظام السياسي في التاسع من نيسان عام 2003. فالنزوع إلى الاحتماء بالدول الإقليمية وعدم التورع عن التصادم المسلح بين الثقافات الفرعية، ورغبة الطبقات المتعلمة وغيرها في الهجرة إلى خارج الوطن، وبقاء الدولة في المخيال الشعبي كياناً معادياً ونوعاً من الآخر الذي ينبغي الثأر منه، كل ذلك يدفع إلى الوقوف عند التشوهات المحتملة التي أصابت الهوية الوطنية العراقية في منظور الإنسان العراقي المعاصر. فما هي العناصر المُشكِّلة للهوية العراقية الوطنية؟ وكيف عَرَّفت الأنظمة السياسية المتعاقبة على العراق، هوية البلاد الوطنية؟ كيف تتفاعل الهويات الفرعية في المجتمع العراقي؟ وما آفاق التضامن/الانفراط لديها؟ هل العراق أمة واحدة أو أمم عدّة؟ ما الذي يميز العراقيين عن غيرهم من الشعوب؟ هل العراقيون أمة فريدة؟ أو جزء من أمة أو أمم أخرى؟ هل يمكن التحدث عن ثقافة عراقية واحدة؟ أو أن العراق ثنائي الثقافة؟ أو موزائيك ثقافات؟ هل يمتلك العراقيون أصلا هوية ذات معنى تتجاوز الهويات الفرعية؟ ما دور العنصر الخارجي- الأجنبي في تعريف الهوية الوطنية؟ وفي ضوء تلك الأحداث نجد العراق أصبح لغزاً محيراً بعدما بدأ مفارقة البحث عن الهوية الوطنية الجامعة لهوياته الفرعية، في ظل نضوب سطوة الهويات الوطنية في القرن الحادي والعشرين، وأيضا في ظل احتكاكات بلغت حدّ التصادم بين مكوناتٍ كان من الممكن أن تكون أمة عراقية منذ عقود مبكرة.
 
وبعد الانتهاء من عرض ملخصات بحوث الجلسة الثانية دعا الدكتور كامل المراياتي           الحضور للتمتع باستراحة (15) دقيقة لتناول المشروبات الساخنة ، ومن ثم البدء بالجلسات الحوارية ذات البعدين الديني والعرقي .
 
ثالثاً / وقائع ورشة عمل   ( البعد الديني ) :-
 عقدت الورشة الساعة 15. 12 ظهراً  برئاسة الأستاذ الدكتور متعب مناف  و الأستاذ الدكتور عدنان ياسين وبمعيتهما المقررة ذكرى إنعام غائب  وبمشاركة البحوث الآتية :-
 
1)    واقع الأقليات في العراق  (الأقليات الدينية) / أ.م . سعد سلوم
 
2)    واقع الأثنيات والأقليات : الايزيديين أنموذجاً / السيد وعد حمو مطو
 
3)    الكاكائية : دراسة انثروبولوجية    أ.م.د. ريسان عزيز
 
4)    الإثنيات والهوية الوطنية في عصر الانترنيت / أ.م.د. عبد الواحد مشعل
 
وقد اعتذر عن الحضور الأب سعد سيروب لظروف  خاصة .
 
استهل السيد رئيس الجلسة حديثه بالشكر والثناء للسادة الحضور ورحب بالباحثين المشاركين وأكد في كلمته على أهمية الموضوع الذي يعد من المواضيع الرئيسة التي يجب مناقشتها في الوقت الراهن ولاسيما يضم معظم دول العالم أثنيات وأقليات كبيرة ومتنوعة بأصولها  أو ثقافتها أو ديانتها ، إذ نادراً ما نجد في دولة مجتمعاً أحادي الدين واللغة ، ويثور عند طرحها بين مدافع ومشكك ومن خلالها يمكن الإجابة على كثير من التساؤلات التي تفيد الجهد التنموي والنمو الحضاري .
 
 ثم ألقى السيد وعد حمو مطو بحثه مبيناً ان تميز العالم المعاصر بتشكيلة القوميات والأثنيات والأجناس والأعراق مما يجعل من النادر جدا ان تكون بلدان العالم متجانسة ومنها العراق ، نظرا للمشاكل التي نشأت جراء التلون الإثني والقومي والعرقي والذي يحوي كل منها على عدة أفكار وآراء مختلفة عن بعضها البعض الأخر وإيجاد الحلول المناسبة لها وإن وجود هذه المجموعات أصبح أمر طبيعي لايمكن إنكاره أو تجاهله  لكن وجوده يخلق الكثير من المشاكل ومنها الانغلاق على نفسها بسبب الإقصاء والتهميش والعزل السياسي أو الثقافي وباسم الإيديولوجيات المتعددة أو باسم الأغلبية السياسية   أو الدينية أو العقائدية السلبية التي ينمو بها الحس الانعزالي وظهور توجهات انفصالية على الواقع الاجتماعي ، فضلا عن ذلك تطرق الى مناقشة بعض الجوانب المهمة منها الظروف البيئية والواقع الاقتصادي والمهني للجماعات الإثنية والأقليات ومنها العراق وتوضيح الرؤى المستقبلية ، متحدثاً عن الايزيديين كنموذج من هذه الأقليات وما يتعرضون له من التهميش والإقصاء في الجوانب المتعددة الاجتماعية والاقتصادية السياسية وغيرها.
 
بعد ذلك تحدث السيد سعد سلوم عن إدراك الإنسان لهويته وارتباطه أساساً بإدراكه للإنسان الآخر. فالحضور والعلاقة مع الآخر تشكل أبعاداً أساسية تدخل في بناء الهوية الشخصية والاجتماعية والتاريخية ولاسيما إذا ما كان هذا الآخر هو الغريب أو من دين آخر أو ثقافة و لغة مختلفة .
 
ثم عرض الباحث ريسان عزيز بحثه عن جماعة الكاكائية والتعرف الى ماهية هذه الجماعة ونظمها الاجتماعية وثقافتها وعلاقة أفرادها فيما بينهم وبين الجماعات الأخرى من جانب نظري وميداني بعدّها واحدة من الجماعات التي كان ولا زال يكتنفها الكثير من الغموض في أصولهم لكونهم من الجماعات المغلقة جدا ولا تسمح لإفرادها بالبوح بأسرارها الى أي طرف خارجي او كما يقول البعض منهم بأنهم جزء من الجماعات الإسلامية وتؤمن بالعقيدة نفسها او ينتمون الى جماعة أسلامية معينة (وهم الشيعة وذلك لكون الأمام على (عليه السلام)هو النقطة المشتركة بين الجماعتين بالرغم من الفارق الكبير بينهما حول مكانة                          الإمام علي (ع) ومنزلته عند الله (سبحانه وتعالى ) .
 
بعد ذلك ألقى الدكتور عبد الواحد مشعل بحثه وحاول تقديم رؤية مستقبلية عن صورة التغيرات الثقافية التي تقودها أجيال الانترنيت مبلورة ثقافة عابرة للإثنيات وقادرة على صنع هوية وطنية معيارها الكفاءة والانجاز والعلاقة بين الأثنيات والهوية الوطنية العراقية في عصر أجيال الانترنت وفهم المشتركات الثقافية بين الأثنيات العراقية، من عادات وتقاليد ورموز ثقافية وغيرها لتشكل الوحدة النفسية للشخصية العراقية  كمرآة  أساسية لوحدة الثقافة الوطنية من اجل  بلورة رؤية مستقبلية للعلاقة بين الأثنيات والهوية الوطنية العراقية في عصر تصاعدت فيه ثقافة أجيال الانترنيت،تلك الثقافة التي توصف بالعابرة للأثنيات والأيدلوجيات ، وعليه يمكن بلورة ثقافة وطنية تندرج فيها كل الثقافات الفرعية .
 
وبعد ذلك تخللت الجلسة تعقيبات ومناقشات مهمة من بينهم مداخلة للدكتور متعب مناف مؤكداً على عدم طرح الأفكار والروايات الظالمة ومشكلة المظلومية وإنما يجب تخفيفها بالقدر الممكن .
 
اما الدكتور قيس المبارك فقد دعا الى تناول الصابئة وتوضيح ما هية هذه الديانة وما تتعرض له من تهميش .
 
اما الدكتور مازن فقد طرح بعض التساؤلات ومنها ما الخطوات التي يمكن ان نمارسها او نعتمدها في تقليص هذه المشاعر تجاه الديانات الأخرى مثلا (الايزيدية ،والكاكائية،والصابئة وغيرها ) لاسيما ان هناك توجه نفسي اجتماعي للعمل على تقليص فكرة المشاركة ؟ وهل عقدت جلسات لتعريف المواطن بهذه الديانات ؟أما الدكتور فتاح فتحدث عن الإطار للوصول الى الحلول في الوضع الجديد وكيفية تحقيق ذلك رغم الديانات والسياسات المتعددة .
 
وفي ختام الجلسة أكد المشاركون على  ضمان حقوق وحرية الأقليات والأثنيات  من خلال التأكيد على تشريع قانون يحمي الأقليات وقانون مكافحة التمييز الديني والطائفي
 
رابعاً / وقائع ورشة عمل  ( البعد العرقي )  :-
 
 عقدت الورشة الساعة 15.  12 ظهراً  برئاسة الدكتور كريم محمد حمزة  وبمعيته المقررة هديل سعدي موسى  وبمشاركة البحوث الآتية :-
 
1)    أ.م.د. حامد السهيل / الجالية العراقية في ألمانيا
 
2)    السيد فريدون مالك كريم الأكراد الفيليون في العراق
 
3)    د.اسماء جميل نحو بناء دور فاعل للإثنيات في العراق
 
4)    ا.م.د.علي وتوت الرأسمال الثقافي والأقليات
 
افتتحت الجلسة بالبحث الموسوم الجالية العراقية في ألمانيا للباحث الدكتور حامد السهيل وهو أستاذ في جامعة بورن الألمانية ، وتطرق الباحث الى اللاجئين العراقيين في مختلف دول العالم متخذاً من الجالية العراقية في ألمانيا أنموذجاً ميدانياً للبحث والدراسة إذ استقبلت ألمانيا العدد الأكبر من اللاجئين الذين قصدوا أوربا بشكل عام وباستضافتهم ( 1000 ) شخص  من المسيحيين العراقيين وتوزيعهم على دول الاتحاد الأوربي وذلك لتعرض الأقليات المسيحية في العراق الى الاغتيالات والإرهاب المخطط . ويسترسل الباحث حول الواقع العراقي الذي دفع الى زيادة أعداد اللاجئين المعتمدين على قانون الرعاية الاجتماعية في المانيا ، فالعراقيون قد مضى على إقامتهم في ألمانيا من ( 15-30) سنة تشكل نسبتهم ( 3.5% ) في حين المغاربة( 48% ) واللبنانيين ( 60% )هذا فضلاً عن الاسترسال من قبل الباحث لإعطاء نماذج لهذه الحالة .
 
أما البحث الثاني الذي جاء بعنوان   ( الكرد الفيليون وسياسات التهميش والتهجير ) للباحث فريدون كريم ملك مدير المركز الثقافي الفيلي للبحوث والدراسات ، بدء الباحث معرفاً الكرد الفيليون مفهوم كلمة الفيلي ودلالاتها ونبذة تاريخية عن الفيليون وما هو دور الفيلي في الحركات التحررية في العراق ومدى مشاركتهم بثورة العشرين وفي الأحزاب الوطنية كما ناقش الباحث ما تعرض له الكرد الفيليون من تعذيب وتهميش في ظل النظام السابق وتطرق الى تداعيات عمليات التهجير للكرد من أضرار نفسية وثقافية واقتصادية .
 
وكان البحث الثالث للباحثة أسماء جميل رشيد من جامعة بغداد / مركز أحياء التراث  . الذي جاء بعنوان  ( حقوق الأقليات نحو بناء دور فاعل للأقليات في العراق ) ، تحدثت الباحثة انه على الرغم من ان مشكلة الأقليات لا تمثل حالة خاصة في العراق إلا إن التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدها الواقع العراقي يجعل من هذه الأقليات أكثر تعقيداً  وعالجت الباحثة حقوق الأقليات في المشاركة السياسية بعد عام 2003 ، اذ ترى ان المشاركة كانت هامشية وشكلية وضعيفة على المستوى المحلي وفي عمليات صنع القرار السياسي وبينت ان الحقوق الثقافية مكفولة للأقليات دستوريا ، إلا ان التمتع بها مرهوناً بشروط الواقع القهري الذي تعيشه تلك الأقليات ، ثم تطرقت بان التحولات الاقتصادية التي اقترنت بالعملية الديمقراطية من أعادة هيكلة وتوزيع مصادر الثروة أثر في إفقار الأقليات فضلاً عن مساهمة سياسات الأغلبية السائدة ادت الى تعزيز مصالحهم الاقتصادية على حساب الأقليات ، كما طرحت العديد من التوصيات تعد مهمة جداً ولها دور فاعل .
 
وجاء مسك الختام لهذه الورشة للأستاذ المساعد الدكتور على وتوت من كلية الآداب جامعة القادسية ببحثه الموسوم ( الرأسمال الاجتماعي والأقليات : خلق الهوية الوطنية في العراق دراسة في سوسيولوجيا الهوية ) يرى الباحث ان الرأسمال الاجتماعي واحداً من أهم عوامل التنمية المستدامة وهو شرطها الثقافي بعيداً عن مستلزماتها الاقتصادية والسياسية ويبدو لدى الباحث بأنه في ظل التنوع الثقافي والاجتماعي في العراق من الصعب القول بوجود إمكانية تحقيق رأسمال اجتماعي قادر على تنفيذ عملية التنمية المستدامة في ظل ثقافة العنف والقتل والتهجير مهدداً الهوية الوطنية الذي يمثل صورة العراق اليوم ، فالعنف هو الطاغي في الاجتماع السياسي للعراقيين ، يحاول الباحث التعريف بالرأسمال الاجتماعي وما يقصد بالهوية ومحدداتها ؟ وهل ان التنوع الثقافي والاجتماعي في العراق هو سبيل لإقامة الهوية الوطنية ؟ أم إنها أزمة في أصل الاجتماع السياسي العراقي أي أزمة وجود بالأصل ؟
 
وكان هناك عدة مداخلات ومناقشات من الحضور ومن ثم ختمت الورشة .
 
خامساً / الرؤى المستقبلية  :-
 
بدأت الجلسة عند الساعة 1.30 بعد الظهر ، بتقديم رؤية مستقبلية للواقع العراقي للأستاذ الدكتور متعب مناف بعنوان ( سيناريوهات سوسيولوجية لتحقيق سلم مجتمعي )
 
أشاد الدكتور في بداية حديثه بكتاب المؤلف رشيد خيون الموسوم ( المذاهب والأديان في العراق ) لأنه قدم المذاهب على الأديان رغم الإبراهيميات الثلاث ( اليهودية والمسيحية والإسلام ) التي نبعت في أرضه الرافدينية وتعايشت فوقها حقباً وأزمان ، لان المذاهب هي الأكثر استجابة لمتطلبات التحول الآنية والمتغيرة لمجاميع الناس وحاجاتهم تقابل ذلك ثبوت المطلق الديني ثم ان الأقليات والقوميات الإثنية هي في أصولها شعوب سالمت في استجاباتها للضغوط الداخلية والخارجية فلم تتحول الى قبائل وإنما اندمجت بالمجتمع واحترمت ثقافته متخذة منها هوية رغم احتفاظها بخصوصيتها .
 
مؤكداً على تمكين العراق في الوقت الحاضر مجتمعاً وحكومة من ان ينتج دولة تستطيع بناء هوية مواطنة ووطنية بذاكرة متسامحة تستطيع ان تنهض بالإنسان العراقي وفق ما يسمى بعملية الإقلاع (  TAKE OFF  ) الى أفق مستقبلي يعيش حاضراً مطمئناً .
 
﴿   توصيات المؤتمر   ﴾
 
1)    إعداد ذاكرة بانورامية لتاريخ الأقليات والأثنيات العراقية ودورها الوطني في ترسيخ مشاعر الوحدة الوطنية .
 
2)    أحياء التراث الثقافي للأقليات والأثنيات العراقية بما يعزز تماسك بنية المجتمع العراقي وتحجيم مشاعر التمركز العرقي والطائفي .
 
3)  إصدار مجلة تعنى بشؤون الأقليات والأثنيات العراقية تصدر عن بيت الحكمة لتقوم بالتواصل مع الأقليات والأثنيات العراقية الموجودة في الداخل والخارج وترسيخ مبادئ الانتماء المشترك والولاء للوطن .
 
4)    تعريف المجتمع العراقي بواقع الأقليات والأثنيات العراقية تأريخياً واجتماعياً في المناهج الدراسية كافة   .
 
5)    تشجيع الدراسات الحقلية والميدانية التي توضح العناصر الثقافية المشتركة بين الأقليات والأثنيات العراقية  .
 
6)    التأكيد على ثقافة التسامح وقبول الأخر في الدستور العراقي واصدار تشريعات قانونية تعزز مشاعر المواطنة والعيش المشترك .
 
7)    ضرورة الترويج لثقافة قانونية ترعى حقوق الأقليات والأثنيات في المؤسسات الحكومية والجامعات العراقية .
 
8)    تكوين قاعدة بيانات عن الأقليات والأثنيات العراقية تعد بشكل مشترك بين وزارة التخطيط وبيت الحكمة  .
 
9)  العمل على تأمين فرص متكافئة للجميع تعتمد فيها معايير الأداء والانجاز تتيح المجال واسعاً أمام الأقليات والأثنيات العراقية على أساس العدالة الاجتماعية .
 
10)   دعم منظمات المجتمع المدني ذات الأهداف الوطنية الشاملة والدعوة لتأسيس جمعيات وأحزاب ومنظمات تقلص الفجوات الثقافية بين الأقليات والأثنيات وتحارب الإقصاء والتهميش في بناء العراق .
 
11)   التأكيد على تماسك بنية المجتمع العراقي من خلال تفاعل عناصر التاريخ والجغرافية واجتماع العنصر البشري في العراق تعزيزاً لثقافة الأداء والإبداع 
 
12)     توطيد أواصر الترابط الوطني بدلاً من معايير المحاصصة والتوجهات الطائفية .
 
و أخيراً قدمت اللجنة التحضيرية  للمؤتمر شهادات تقديرية وهدايا للباحثين والحضور تمثلت بإصدارات بيت الحكمة من مجلات قسم الدراسات الاجتماعية للأعداد ( 23 و24 و25 ) والعدد الأخير من مجلة الحكمة ومجلة فيض الحكمة وكذلك ملخصات للبحوث المشاركة            فضلاً عن حقائب جلدية  .
 
وفي تمام الساعة الثانية من بعد الظهر وعند انتهاء وقائع وفعاليات المؤتمر      تم دعوة الجميع على مأدبة غداء التي جرت خلالها العديد من المناقشات والحوارات وتبادل الآراء  بشان هذا المؤتمر والمؤتمرات اللاحقة التي سيعقدها قسم الدراسات الاجتماعية مستقبلا ً  ...
 
أ.د. كامل المراياتي
 
مشرف قسم الدراسات الاجتماعية
تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر