دور الدين في السلم الاجتماعي ومواجهة التطرف

2016-09-20

دور الدين في السلم الاجتماعي ومواجهة التطرف

ورشة عمل اقامها قسم دراسات الاديان


دور الدين في السلم الاجتماعي ومواجهة التطرف

بحضور عدد من الأساتذة والباحثين والأكاديميين والمثقفين عقد بيت الحكمة قسم دراسات الاديان ورشة عمل بعنوان ((دور الدين في السلم الاجتماعي ومواجهة التطرف)) صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 20/9/2016  الساعة العاشرة صباحاً في قاعة الاجتماعات في بيت الحكمة.
رئيس الجلسة: أ.م.د. حيدر عبد الزهرة
مقرر الجلسة :الباحثة زينب بدن ابراهيم

الجلسة الأولى : دور الدين في السلم الاجتماعي

الباحثون المشاركون:
1-    الدين والمجال التشاركي .. التصادم او التخادم
للباحث الدكتور أحمد نعمة الصحاف / وزارة الخارجية
بيّن الباحث تعد اشكالية الوضعي والروحاني بعداً جدليا بحق بين المدرسة الوضعية واخرى تؤمن بمرجعية السماء. وانعكس ذلك على طبيعة التفسيرات المنبعثة من كلا الاتجاهين. كما ان انتقال الدين الى حيز النطاق العام للمجتمع اكسبه رواجاً في وسائل الاعلام وعلماء الاجتماع والسياسيين وكذلك الجمهور العريض الذي يولي الدين انتباها. ان الاشكالية المتوقعة في هذا المعترك تتأتى من ان الدين اقحم نفسه في المنازعة الاخلاقية والسياسية للمجتمعات واخذ يتحرر عبر ادواته الرمزية والمؤسسية من حيز المجال الخاص الى العام ويأتي هذا التحول في سياق تطورات هامة تتصل بالظاهرة الدينية على مستوى العالم فالثورة الاسلامية في ايران وصعود حركة (تضامن) في بولندا ودور الدين الكاثوليكي في الثورة السندينية وغيرها من الازمات السياسية في امريكا اللاتينية وعودة الاصولية البرتنستاتنية الى الواجهة كقوة ضاغطة في السياسة الامريكية.



2-    دور الدين في السلم الاجتماعي
للباحث أ.م.د. احمد عبد الله الحسني / كلية الاداب/ جامعة بغداد
وضح الباحث ان الاصلاح يهدف الى تذويب الفوارق الطبقية وتحقيق تكافؤ الفرص والمساواة امام القانون، العدالة في توزيع الانفاق العام، اشتراك جميع افراد المجتمع في المسؤولية والتمتع بالحريات السياسية، وان في الاصلاح الكنسي لم ترد لديهم لفظ الاصلاح بل وردت البروتنستانتية بمعنى الاجتماع فالمدرسة المادية تعد البروتنستانتية مهد الاصلاح الاولى في ثورتها على الكاثوليكية على يد الالماني مارتن لوثر، وهو قس وراهب حارب بيع صكوك الغفران وقد ايدته الحكومة الالمانية وبعض المثقفين كون هذه الاموال تذهب الى ايطاليا وكنسية روما على حساب الشعب الالماني واخطر ما طرحه لوثر: (انه ليس من حق البابا تفسير الكتاب المقدس لوحده بل يستطيع أي انسان عاقل ومدرك تفسيره وفق مداركه ومنهجه) وهذا الاحتجاج سمي بالبروتنستانت

3-    دور الدين في السلم الاجتماعي
للباحث أ.م.د. عامر عبد الأمير حاتم / كلية التربية ابن رشد/ جامعة بغداد
بيّن الباحث ان في الروف الراهنة التي نهضت فيها شعوب العالم الاسلامي، وراحت تسعى لتحطيم اغلال العبودية المفروضة عليها، فان الخطوة الاولى التي يتحتم على الشعوب ان تخطوها في هذا السبيل هي (التضحية والفداء) ومن المعلوم ان ذلك لا يتم الا اذا كان هناك عزم اكيد على التضحية والفداء.
ونشاهد كيف يقدم فريق من الناس على التضحية الجدية في  سبيل الحرية المشروعة، تحطيم اغلال العبودية والتبعية، وطرد الاستعمار الغازي وعملائه المستعمرين، باذلين في هذا الطريق دماؤهم ومستقبلين للموت على انه مفخرة تستحق بذل كل غال ورخيص، في حين نجد فريقاً اخر اثر  الصمت واختار العزلة ورجح الحياة مع الذل على الموت بشرف على طريق الفضيلة، وما هذا التباين في السلوك والمواقف – في الحقيقة- إلا نتيجة الاختلاف في الاعتقاد والتباين في التفكير. فهذا الاختلاف والتباين في الاعتقاد هو الذي جر الى ذلك التباين في المواقف والسلوك، وبذلك يظهر (دور الدين) في الحياة ودوره في تحطيم العبودية.



الجلسة الثانية : أسس التفكير الطائفي

1-    الاسس العامة للتفكير الطائفي
للباحثة أ.م.د. سناء عليوي عبد السادة / كلية التربية/ جامعة بغداد
وضحت الباحثة ان المعالجات التأصيلية لقضايا المنهج القويم في الاعتقاد والفكر والفقه والاداب والسلوك لم تعد من نوافل الجهود او هوامش الاهتمامات، بل اصبحت مطلبا ضرورياً ملحا وحاجة مصيرية لازمة لتوجيه المسيرة وتقويم من انحرف عن النهج  المستقيم خاصة في هذا العصر الذي رزنت فيه الانسانية بما اتلف اعصابها من كثرة التفرق والانحراف وانتشار الاهواء والمغريات والمفاسد، لهذا كان المسلم في هذا العصر وفي هذه المرحلة الحرجة بالذات بحاجة في ضوء كاشف ينير له الطريق ويجلي له الامر في جميع المشكلات والعقبات التي تعترض طريقه ويقدم له الحلول لناجعة والمعالجات الجادة المعمقة على ضوء المنهج الصافي السليم منهج اهل السنة والجماعة. ان الكشف عن جذور التطرف، والعنف والارهاب ومعرفة اسبابه هو موضوع الساع وهو من اشد الموضوعات خطورة واجدرها بالدرس المتأني ذي النفس الطويل، ذلك لان المسلمين اليوم هم يواجهون مشكلات الحضارة وتحديات العصر ومعركة البقاء لا يواجهون ذلك كله وهم على منهج الحق الذي ارتضاه لنا رب العالمين.

2-    اثر التوظيف السياسي في تعميق التفكير الطائفي
للباحث أ.م.د. عادل عبد الستار / كلية التربية / جامعة بغداد
بيّن الباحث ان الطائفية وصفت في عصرنا الحالي بانها التمييز بالعمل، او الكره، او حتى القتل على اساس طائفة الشخص او دينه. ويعرف الشخص الطائفي بانه الشخص الذي يتبع بشكل متعنت طائفة معينة. ومنهجاً لا يجوز الخلط بين الانتماء للطائفة والمذهب، الذي يعني: ان يتفق شخص مع مجموعة من الناس في مبادئ وقيم معرفية ينظم سلوكه على اساسها. والانتماء بهذا المعنى امر مشروع، لا يكاد فرد من الناس يخلو من شكل من اشكال الانتماء لطائفة او مذهب مهما اختلفت الاسماء.
وبين الانحياز للطائفة، الذي يعني التوغل في الانتماء الى حد التعصب بمستوى ظلم الاخرين او الاستعداد لظلمهم، يدفعه الى ذلك ايمانه المطلق بضرورة الانتصار لطائفته ظالمة او مظلومة.

3-    الاسس العامة للتفكير الطائفي
للباحثة م.د. ضحى علي حسين الساعدي/ كلية الامام الكاظم للعلوم الاسلامية الجامعة
وضحت الباحثة ان ظاهرة التكفير لم تأت من فراغ، ولم تنشأ اعتباطاً، بل ان لها اسبابها وبواعثها، وان للتكفير اسبابا متعددة، منها ما هو ديني ومنها ما هو نفسي ومنها ما هو اجتماعي ومنها ما هو اقتصادي او سياسي، وقد تتداخل هذه الاسباب وتفرز شخصيات تكفيرية صدامية، وليس من الصحيح ارجاع هذه الظاهرة الى سبب بعينه، لان في ذلك مجافاة للحقيقة والواقع.
ان الجهل على الدوام واحد من اهم العوامل وراء انتشار العداوة والبغضاء بين بني البشر، لان الناس اعداء ما جهلوه، ولذا من الطبيعي ان تكون قلة المعرفة بتعاليم الدين وقيمه والنظرة السطحية اليه، من اسباب نشوء وانتشار ظاهرة التكفير، وهذا ما يجعل من صفة الجهالة او السطحية من السمات الملازمة للحركات التفكيرية.

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر