قراءة التجربة الدينية في الفكر الايراني المعاصر- رؤية فلسفية

2017-03-07

قراءة التجربة الدينية في الفكر الايراني المعاصر- رؤية فلسفية

ندوة اقامها قسم الدراسات الفلسفية


قراءة التجربة الدينية في الفكر الايراني المعاصر- رؤية فلسفية

بحضور عدد من الباحثين والاكاديميين وطلبة الدراسات العليا أقام بيت الحكمة  قسم الدراسات الفلسفية بالتعاون مع كلية الآداب/ جامعة بغداد ندوة بعنوان: "قراءة التجربة الدينية في الفكر الايراني المعاصر- رؤية فلسفية". يوم الخميس الموافق 23/2/2017 في قاعة الاستاذ مدني صالح / كلية الاداب/ جامعة بغداد.
رئيس الجلسة الدكتور أياد كريم الصلاحي.
مقرر الجلسة م.د. فاتن عباس كاظم/ قسم الفلسفة في كلية الآداب/ جامعة بغداد

وشارك فيها كلاً من الباحثين:
_ أ. م. د. جعفر عليوي من كلية التربية/ الجامعة المستنصرية, عنوان ورقته:
"التعددية والنسبية في فكر عبد الكريم سروش".
_ أ. م. د. رائد جبار كاظم من قسم الفلسفة في كلية الآداب/ الجامعة المستنصرية, عنوان ورقته: "قراءة علي شريعتي للفكر الديني".
_ أ. م. د. عمار عبد الكاظم رومي من قسم الفلسفة في كلية الآداب/ جامعة بغداد, عنوان ورقته: "حضور الفلسفة الكانتية في الفكر الاسلامي المعاصر- سروش انموذجاً".
_ م. د. حسين هادي من قسم الفلسفة في كلية الآداب/ جامعة بغداد, عنوان ورقته:
"مفهوم ختم النبوة: سروش بين شريعتي ومطهري".

_ وجاءت أفكار الباحثين كالتالي:
الدكتور جعفر عليوي في ورقته طرح السؤال التالي: ما سبب الضجة التي أثيرت حول سروش؟
وكان الجواب ان سروش من كبار المثقفين الايرانيين الدينيين المعاصرين, درس في ثانوية تجمع بين الدروس الدينية وبين المواد العلمية المعاصرة, التحق بجامعة لندن في فرع الكيمياء وحصل على الدكتوراه, وكان اضافة لتخصصه في الكيمياء والصيدلة, متبحرا في فلسفة العلم ومطلعا على معطيات أحدث تياراتها النقدية الحديثة وتراث المدرسة الوضعية. كما أنه كان مطلعاً ايضاً على علم الكلام والتفسير واصول الفقه ومتذوق لأدبيات العرفان, ولعل هذا ما دفعه الى استعارة مصطلحيّ "القبض" و "البسط" لنظريته.
كان سروش قرييا من علي شريعتي ومرتضى مطهري, له مؤلفات كثيرة منها: "بسط التجربة النبوية, القبض والبسط في الشريعة, أرحب من الايديولوجيا, التراث والعلمانية, الدين العلماني, التدين والسياسة, العقل والحرية, الصراطات المستقيمة". مصطلح "القبض" و "البسط" الذي استعمله, فيه تورية.
ميزة سروش أنه كان واضح جداً في طرحه, اذ يستطيع الانسان العادي صاحب الثقافة العاميّة أن يفهم طروحاته.
كانت النسبية أو المنهج التاريخاني هو هدف سروش, بمعنى أنه خرق الأطر القدسية المتعالية.
أخذ عن كانط النومين "الشيء بذاته" و الفينومين "الشيء كما يظهر لنا".
_ ما الدين عند سروش؟
يجيب: "لا نعرفه الا يوم القيامة". الدين هو الجوهر الثابت وهو الشيء بذاته, لا مجال فيه للخطأ. لذلك حاول سروش كسر الاحتكار الديني والاقرار بأن لكلِ الحق في الاعتقاد والأخذ بما يشاء. فهو يرى أنه كلما تطورت العلوم, تطور الفكر الديني لأن العلوم تثير الأسئلة والفكر الديني يجيب عليها.
وبتأكيده على ضرورة التمييز بين الدين والفكر الديني من جهة أن الدين ثابت بينما الفكر الديني أو المعرفة الدينية هي التي تتغير حالها حال بقية المعارف الأخرى, يكون سروش قد قدّم قراءة جديدة وعصرية للدين.

_ أما الدكتور رائد جبار كاظم فقد تحدث في ورقته عن المفكر الديني الايراني علي شريعتي.
هو علي محمد تقي شريعتي, ولد في ايران عام 1933, درس في فرنسا وحصل على شهادتيّ دكتوراه في تاريخ الاسلام وعلم الاجتماع. توفي عام 1977.
شريعتي هو الأب الروحي للتجديد الديني في ايران. يوضع في الخط التوفيقي المتأثر بالدراسات الغربية.
اهتم شريعتي بالفكر الاجتماعي وهو من آباء النزعة الانسانية. وبالرغم من أنه فارسي العرق الا أنه لم يتوقف عن نقد النزعة الشعوبية لدى رجال التشيع الصفوي. وهو يعتبر واحداّ من القلائل الذين استطاعوا التجرد بعيدا عن هوى المذاهب والتمذهب. وسعى بكل ما أوتي من قوة الى لملمة الصفوف تجاه الوحدة فانتقد ما اسماه "التشيع الصفوي" و "التسنن الأموي", ودعا الى التقارب بين "التشيع العلوي" و "التسنن المحمدي".
يُعتبر الفكر الاسلامي والفكر الايراني والفكر الغربي منابع فكر شريعتي. له مؤلفات عديدة منها: طريق معرفة الاسلام, العودة الى الذات, الحسين وارث آدم, الدعاء, الاسلام والانسان, النباهة والاستحمار, دين ضد دين.
كتابه "النباهة والاستحمار" يؤكد فيه أن قيمة الانسان تكمن في استعداده للاختيار, وحريته في الاعتقاد واتخاذ القرار, فيقول: "ان اكبر قيم الانسان هي تلك التي يبدأ منها بالرفض وعدم التسليم اللذين يتلخصان بكلمة ( لا )... لا شك ان من ادرك لذة التمرد والرفض والاخلاقية والنباهة, لن يبدلها بأي شيء, ولن يبيعها بأي ثمن".
أما التخلي عن النباهة فهو يؤدي الى الاستحمار – كما يحب شريعتي ان يسميه – حيث يقول ان التخلي عن النباهة سيؤدي بالضرورة الى ما يقابلها.
أما كتابه "دين ضد دين" فهو نظرة نقدية تحليلية, يطرح فيه فكرة ان الأديان الجديدة تواجه اعتراض من الأديان الأخرى.
_ أما الدكتور عمار عبد الكاظم فقد تطرق الى حضور الفلسفة الكانطية في الفكر الديني الايراني المعاصر, متوسعاً في أحد اشهر فلاسفته وهو سروش.
والأفكار التي طرحها الدكتور عمار في ورقته هي:
يوضع سروش في منظومة النسق الفكري, وهو جزء مهم منها. كما أنه مفكر قومي ايراني أكثر منه مفكر اسلامي.
يمثل سروش المرحلة الرابعة ضمن المراحل التالية:
المرحلة الأولى: ابن سينا وعنده وحدة الوجود.
المرحلة الثانية: صدر الدين الشيرازي وعنده أصالة الوجود.
المرحلة الثالثة: علي شريعتي وعنده التركيز على أصالة الانسان.
المرحلة الرابعة: عبد الكريم سروش وعنده أصالة الواقع.

ويرى الدكتور عمار ان سروش مارس الصياغة الكانطية بصورة أعمق من كل المحاولات السابقة, كما أن سبب اختياره لكانط هو منهجيته النقدية. فكرة أصالة الواقع عنده ترتكز على أنه لا توجد معرفة خالدة أو ثابتة, وانما هناك معرفة متغيرة نسبية.
أكثر شخصية أثرت في سروش هو صدر الدين الشيرازي.

_ أما الدكتور حسين هادي فقد طرح في ورقته الأفكار التالية:
أن سروش لم يكن كانطياً.
وقد صُنف ضمن أفضل 100 شخصية في العالم.
طرح الدكتور حسين سؤال: هل أبدع سروش مفاهيم؟
فكان الجواب: أنه لم يُبدع مفاهيم وانما اتكأ على التراث, وهو ما ذهب اليه أيضا الشيخ صادق لاريجاني, الذي اتهم سروش بأن ما ذهب اليه هو في غالبه تكرار لطروحات بعض فلاسفة الهرمينوطيقا مثل غادامير الذي شدد على فكرة أن الانسان موجود تاريخاني وأن فهمه للأمور يتكون في أفق تاريخي بشري. ويرى لاريجاني ان هذه المسلكية التي اتبعها سروش في الاستعانة بالآليات المنهجية التي استقاها من التداول الغربي لا يمكن اسقاطها بشكل عمودي على تداول مغاير كالتداول الاسلامي.
ليس هناك فصل بين الوحي والنبوة. فكرة الخيال القدسي للنبي هي التي توصله للاله.
كما أكدّ الدكتور حسين هادي على أن كل الفكر المعاصر يقول بتعددية النص, وسروش لم يأتي بجديد فيما يخص الوحي.
استلهم سروش ختم النبوة من محمد اقبال. بمعنى أنه تأثر به في هذا الموضوع, لكنه عاد فرفض افكار اقبال لفترة من الزمن, ثم عاد فقبلها, مما يشير الى أن سروش قد خضع لتقلبات معرفية.
الوحي مقتصر على النبوة فقط ولا يشمل الولاية.
ويؤكد الدكتور حسين هادي على أن الأصالة هي لنصر حامد أبو زيد ومحمد أركون وليس للمفكرين الايرانيين ك سروش. وعنده أن الشبستري أكثر أصالة من سروش.
...............................................................

المداخلات:
_ سؤال الدكتورة ولاء كان: أين مكان الامام المهدي (عج) من تجديد النبوة في فكر سروش؟ هل هو تواصل للنبوة؟
الجواب: ان سروش أكد على مسألة التخلي عن الوحي والاقتصار على الاستقراء أي العلوم الوضعية. القول بالامامة معناه الطعن بخاتمية النبوة.

_ سؤال الدكتور عادل كان: هل الدين عند سروش يُقصد به الافكار القبلية؟ وهل هو من المعارف المنتجة أم المستهلكة؟
الجواب: الدين من العلوم المستهلكة.
سؤال آخر: هل الدين هو الشريعة عند سروش؟
الجواب: لا.


_ سؤال: هل حاول شريعتي قراءة التراث قراءة ايديولوجية؟
اراد المفكرون الايرانيون المعاصرون اظهار النزعة الانسانية بصورة كبيرة متأثرين في ذلك بالمنهج الغربي. قراءات المفكرين الايرانيين فيها بُعد تنويري غربي. شريعتي يؤكد على الممارسة أكثر من النظرية.

_ جاءت مداخلة الدكتور محمد النجم حول رأي الدكتور عمار عبد الكاظم والخاص بأن سروش قد مارس الصياغة الكانطية, بأن سروش خارج كانط لأن كانط حاول انقاذ الدين بينما سروش على العكس منه. كما أن رفض سروش لوجود مقدس يجعله خارج كانط.
                                           

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر