الرمز وتأثيره في شخصية الفرد العراقي

2017-09-14

الرمز وتأثيره في شخصية الفرد العراقي

ندوة اقامها قسم الدراسات الاجتماعية


ندوة قسم الدراسات الاجتماعية (الرمز وتأثيره في شخصية الفرد العراقي)
13/أيلول/ 2017 بيت الحكمة

نظم بيت الحكمة بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات التربوية الندوة العلمية الموسومة ( الرمز وتأثيره في شخصية الفرد العراقي). في يوم الاربعاء الموافق 13/9/2017م
برئاسة الاستاذ الدكتور خليل ابراهيم المشرف على قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة.
 مع المدرس المساعد محمد عبدالحسن ناصر/ مقرراً
ومشاركة كل من الباحثين المدرجة اسمائهم وعناوين بحوثهم وكلاتي:
1.    د. محمد جميل وبحثه: الرمزية الثقافية للدين وتأثيرها في الشخصية العراقية أو شخصية العراقي.
2.    الباحث قاسم عبود رئيس اباحث اقدم وبحثه: التماهي مع الرمز..الديانة الطوطمية مثالاً..
3.    أ.م.د. ايسر خليل ابراهيم  العبيدي، وبحثها الموسوم شخصية الرمز المجتمعي اعلامياً.
4.    م.م. حسن حمدان وبحثه "الاصنام المجتمعية.. دراسة سوسيوسياسية".
مع تغطية اعلامية تمثلت بمجموعة من القنوات فضائية ابرزها قناة العراقية، وطيف من الاذعات المحلية، واكثر من مراسل لصحف رسمية...
وقد استهل السيد رئيس الجلسة بالاتي:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين وصحبه الغر المنتجبين، السادة الحاضرون الكرام مع حفظ الالقاب والمواقع..
السلام عليكم..
سلام الرطب الجميل..لان الورد الجميل قد ذبل في هذا لاحر للاهب، نحن اليوم: على موعد مع  مركز البحوث والدراسات التربوية وبالتعاون مع بيت الحكمة، هذا الصرح العلمي الذي قامت قواعده منذ عام 800 ميلادية والى اليوم شأنه شان العراقيين وبغداد، يكبو وينهض عبر مسيرة تاريخنا وحضارتنا.
اليوم مع ندوة بيت الحكمة العلمية، الموسومة ( الرمز وتأثيره في شخصية الفرد العراقي).
وسمحوا لي أن اقول: الرمز في اللغة كل ما اشر تاليه مما يُبان بلفظ وباي شيء اشر تاليه بيد أو بعين، وفي التنزيل الكريم قوله عز وجل لزكريات عليه السلام " ..أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا..." الاية 41/ سورة مريم
والرمز Symbol اصطلاحاً يشير أو يميل أو يمثل شيئاً يعكس العلاقة sign التي تدل على وجود شيء، فالكلمات رموز لا نها تميل إلى شيء اخر والعلاقة بين الرمز والمرموز اليه شعورية ولا شعورية، اذ أن الرمزية في التحليل النفسي تنصرف إلى البديل اللاشعوري للصورة أو الكفرة أو النشاط.
 ويفرق "ارنست جونز" بين الرمزية الحقيقية، والرمزية بمعناها الواسع، فالرمزية بمعناها الواسع يمكن أن تعني كل التطور الحضاري، لان هذا التطور ليس الا سلسلة لا تنتهي من التبدلات التطورية والاحلال الذي هو الاخر لا ينتهي كأحلال فكرة ومصلحة وقدرة ونزوع محل اخر.
اما الرمزية الحقيقية فانها تنهض على اساس من صراع نفسي تبادلي بين النوازع الكابتة والنوازع المكبوتة، وما يتم كبته هو الذي يتخذ لنفسه شكلا رمزياً.
وهو الذي يحتاج إلى الترميز على المستوى اللاشعوري. وعليه فان البدائل المتخلفة في الحكم والاعراض المرضية والاضطرابات النفسية امثلة لكيفية صياغة الرمز والرمزية الحقيقية هي التي لا تفهم بالرجوع إلى القواميس والتقاليد الاجتماعية، لكنها تفهم في ضوء تجربة الشخص نفسه، ويستثنى من ذلك الرموز العالمية التي نصادفها في الاحلام والاساطير والفلكلور التي ينهض تفسيرها على وحدة التجربة الانسانية ووحدة الصور والرموز التي تعبر بها عن تجربتها أو تجاربها الواحدة.
فالرمزية اذن تعني استخدام الرموز في الاتصالات والطقوس الدينية، أو التجارب والرغبات المكبوتة أو المقنعة، ويحفل بها الفن والدين والاساطير، اما الترميز فهي عملية استخدام الرموز في الاحلام والاساطير والاضطرابات النفسية العصابية.
ويغطي تعبير الرمز مجموعات متعددة من الدلالات المتميزة بوضوح تام وهو كل ما يعطي معنى اي جوهر يطبق عليه النشاط المعرفي للتصور.
ويعد كاسيرير 1923E.Cassirer اول من ادخل تصنيف على الرمز كونه انتاج ثقافي، يندرج في اطار انظمة التعبير والتفسير الخاص بالجنس البشري ففي علوم شكلية مختلفة توصف الرموز بالعلاقات التي تميل اما إلى جوهر محدد.
وعليه فان الرمز قد يشير إلى شيء حقيقي يمثل اهمية للانسان كالرموز الدينية أو الرموز الوطنية والشعارات، والاعلام، وما إلى ذلك، وقد يشير إلى شيء خفي في نفس الإنسان يعبر عنه بدلالات مختلفة ويستقر في الغالب في اللاشعور ويظهر بصورة احلام مرمزة أو اليات لا شعورية ميكانزمات أو اضطرابات نفسية مختلفة.
امامي  اربع باحين في هذه الندوة هم السادة الافاضل:
5.    د. محمد جميل وبحثه: الرمزية الثقافية للدين وتاثيرها في الشخصية العراقية أو شخصية العراقي.
6.    الباحث قاسم عبود رئيس اباحث اقدم وبحثه: التماهي مع الرمز..الديانة الطوطمية مثالاً..
7.    أ.م.د. ايسر خليل ابراهيم  العبيدي، وبحثها الموسوم شخصية الرمز المجتمعي اعلامياً.
8.    م.م. حسن حمدان وبحثه "الاصنام المجتمعية..دراسة سوسيوسياسية".
وقد طلب السيد رئيس الجلسة الدكتور محمد جميل لاعلاء المنصة لالقاء بحثه الموسوم(الرمزية الثقافية للدين وتاثيرها في الشخصية العراقية أو شخصية العراقي.)
والدكتور محمد جميل احمد، هو استاذ الانثروبولوجيا والاجتماع، كلية الاداب، الجامعة المستنصرية، الثقافة الرمزية واثرها في الشخصية العراقية
مفهوم الثقافة:
كملة قديمة وعريقة في العربية، فهي تعني صقل النفس والفطانة، وفي المعجم ( وثقف نفسه) اي اصار حاذقاً خفيفاً فطناً، وثقفه تثقيفاً اي سواه، وثقف الرمح، تعني سواه وقومه، والمثقف في اللغة هو القلم المبري، وقد اشتقت هذه الكلمة منه حيث أن المثقف يقوم نفسه بتعلم امور جديدة كما هو حال القلم عندما يتم بريه،  ولطالما استعملت الثقافة في عصرنا الحديث هذا للدلالة على الرقي الفكري والادبي والاجتماعي للافراد والجماعات، فالثقافة لاتعد مجموعة من الافكار فحسب، ولكنها نظرية في السلوك مما يساعد على رسم طريق الحياة اجمالاً، وبما يتمثل فيه الطابع العام الذي ينطبع عليه شعب من الشعوب، وهي الوجوه المميزة لمقومات الامة التي تميز بها عن غيرها من الجماعات بما تقوم به من العقائد والقيم واللغة والمبادئ، والسلوك والمقدسات والقوانين والتجارب واجمالا فان الثقافة هي كل مركب يتضمن المعارف والعقائد والفنون والاخلاق والقوانين والعادات.
فانه يمكن استخدام كلمة (ثقافة) في التعبير عن احد المعاني الثلاثة الاساسية التالية:
•    التذوق المتميز للفنون الجميلة والعلوم الانسانية، وهو ما يعرف ايضاً بالثقافة عالية المستوى.
•    نمط متكامل من المعرفة البشرية، والاعتقاد، والسلوك الذي يعتمد على القدرة على التفكير الرمزي والتعليم الاجتماعي.
•    مجموعة من الاتجاهات المشتركة، والقيم، والاهداف، والممارسات التي تميز مؤسسة أو منظمة أو جماعة ما.
عندما ظهر هذا المفهوم لاول مرة في اوربا في القرني الثامن عشر والتاسع عشر، كان يشير فيما يشير اليه إلى عملية الاستصلاح أو تحسين المستوى، كما هو الحال في عملية الزراعة أو البستنة، اما في القرن التاسع عشر، اصبح يشير بصورة واضحة إلى تحسين أو تعديل المهارات  الفردية للانسان، لا سيما من خلال التعليم والتربية، ومن ثم إلى تحقيق قدر من التنمية العقلية والروحية للانسان والتواصل إلى رخاء قومي وقيم عليا. إلى أن جاء منتصف القرن التاسع عشر، وقام بعض العلماء باستخدام مصطلح " الثقافة" للاشارة إلى قدرة الإنسان البشرية على مستوى العالم.
وبحلول القرن العشرين، برز مصطلح "الثقافة" للعيان ليصبح مفهوماً اساسياً في علم الانثروبولوجيا، ليشمل بذلك كل الظواهر البشرية التي لا تعد كنتائج لعلم الوراثة البشرية بصفة اساسية. وعلى وجه التحديد، فان المصطلح "الثقافة" قد يشمل تفسيرين في الانثروبولوجيا الامريكية التفسير الاول:
نبوغ القدرة الانسانية لحد يجعلها تصنف وتبين الخبرات والتجارب بطريقة رمزية ومن ثم التصرف على هذا الاساس بطريقة ابداعية وخلاقة.
التفسير الثاني:
فيشير إلى الطرق المتباينة للعديد من الناس الذين يعيشون في ارجاء مختلفة من العالم والتي توضح وتصنف بدورها خبراتهم، والتي تؤثر بشكل كبير على تميز تصرفاتهم بالابداع الوقت ذاته، وفي اعقاب الحرب العالمية الثانية، صار لهذا المفهوم قدر من الاهمية ولكن بمعاني مختلفة بعض الشيء في بعض التخصصات الاخرى مثل علم الاجتماع، والابحاث الثقافية وعلم النفس التنظيمي، واخيراً الابحاث المتعلقة بعلم الادارة.
•    الثقافة بمعناها "الانثرو بولوجي" هي اسلوب أو طريقة الحياة التي يعيشها اي مجتمع بما تعنيه من عادات وتقاليد واعراف وتاريخ وعقائد وقيم واتجاهات عقلية وعاطفية.
•    وقد بلور "ادور تايلور" في كتابه " ابحاث في التاريخ القديم وتطور البشرية" مفهوم الثقافة ولكنه عرفها في كتابه الثاني "الثقافة البدائية" بانها ذلك الكل المركب المعقد الذي يشمل المعتقدات والمعلومات والفن والاخلاق والعرف والتقاليد والعادات وجميع القدرات الاخرى التي يستطيع الإنسان أن يكتسبها بوصفها عضوا في المجتمع. وترى "روث بندكت" بان الثقافة هي: ذلك الكل المركب الذي يشمل العادات التي يكتسبها الإنسان كعضو في مجتمع. اما عالم الاجتماع "بارسونز" يقول أن الثقافة تتكون من النماذج المتصلة بالسلوك وبمنتجات الفعل الانساني التي يمكن أن تورث بمعنى أن تنتقل من جل إلى جيل اخر بصرف النظر عن الجينات البايولوجية.
•    اما الانثروبولوجي العراقي الدكتور شاكر مصطفى سليم، فقد عرفها في قاموس الانثروبولوجيا  على انها كل ما يرث المجتمع من اجياله السابقة- باستثناء الحياة الطبيعية- من نظم وقيم ومعتقدات اجتماعية وفكرية ودينية، وانماط سلوكية ومهارات فنية يسيطر بها على بيئته ويكييف نفسه لها ويستطيع بها اشباع حاجات الحياة الاجتماعية وغيرها من جيل إلى الجيل الذي يليه.

•    ولا تخلو الرمزية من مضامين فكرية واجتماعية، تدعو إلى التحلل من القيم الدينية والخلقية، بل تتمرد عليها، متسترة بالرمز والاشارة.
•    وتعد الرمزية الاساس المؤثر في مذهب الحداثة الفكري والادبي الذي خلفه.
مفهوم الشخصية العراقية:
مفهوم يحدده المنظور الاجتماعي وما يصاحبه من جوانب اخرى لاغناء المفهوم وما له من علاقة وثيقة بالبناء الاجتماعي التي تعد احد الانساق الاساسية المسماة "نسق الشخصية"
وفي اطار هذا المفهوم سناخذ التعريف اللغوي ثم التعاريف التي تناولها علماء الاجتماع الانثروبولوجيا بشيء من الايجاز. تعني لفظة الشخصية في اللغة العربية الشخص سواد العين وغيره تراه بعيد، وجمعه اشخص وشخوص واشخاص وشخص يعده، فهو شاخص اذا فتح عينه وجعل لا يطرق وشخص من بلد إلى بلد.
فقد عرف العالم الفرنسي اميل دوركهايم زعيم المدرسة الفرنسية في علم الاجتماع الشخصية: بانها تصور في الذخب تمتلك صفات التصورات الاجتماعية أو الجمعية وهي من نتاج المجتمع وتخضع خضوعاً تاما للقوانين الاجتماعية ويقصد بذلك أن الشخصية هي ليس من نتاج الرد أو صنعه بل أن المجتمع هو الذي ساهم في تكوينها أو صنعها حسب المؤشرات البينية المحيطة بالفرد سواء من الاسرة أو المجرسة أو الرفقة أو العمل ... الخ كما عرفها تالكوت بارسونز على انها نسق نفسي ضروري لتحدي السلوك لكن العناصر المكونة للشخصية عناصر اجتماعية وهي عناصر دافعة للسلوك.
بمعنى اخر: أن الشخصية نسق ينظم اتجاهات ودوافع الفرد (الشخص) من خلال دوافع الفعل عند الفرد الفاعل. اما العالم "سروكن" يعتقد أن الجانب الثقافي والاجتماعي من الشخصية لا يتحدد ولا يكتسب عن طريق الوراثة، على الرغم من اثر العامل البايلوجي في الشخصية، الا انه يعتقد أن تبلور الشخصية ياتي من خلال الوسط الاجتماعي وهذا ما اكده "الدكتور قيس النوري" بان سلوك الفرد هو محصلة مطالب الادوار البنائية التي يحددها النسق الاجتماعي والثقافي.
الشخصية الاجتماعية:
حسب تعريف اريك فروم للشخصية الاجتماعية بانها: النواة الجوهرية لمجموع الخصائص التي يشترك فيها اكثر الافراد والتي تطورت نتيجة التجارب الرئيسة وانماط الحياة المشتركة.
وينطوي هذا التعريف على معنى ويؤكده "فروم" على أن الشخصية الاجتماعية ليست مجموعة الخصائص التي يشترك بها الناس في ثقافة معينة، وانما ما تؤديه من وظيفة.
الشخصية الاساسية:
 فقد عرفها "ابراهام كاردنر"  بانها تشكيل الشخصية التي تمثل النظام السلوكي والفكري الذي يشترك به مجموعة من الافراد ولا يكتفي بهذا التعريف بل قال انها تركيب يحوي مميزات الشخصية التي تظهر بمظهر التوافق والانسجام  لمجموعة المؤسسات المكونة لحضارات المجتمع.
في حين يعرفها قاموس الانثروبولوجيا انها نمط من السمات الشخصية التي تتصف به الحضارة الذي يتمثل في كل واغلب افراد مجتمع معين، وتتغير الشخصية الاساسية من حضارة إلى اخرى بتغير النظم الاساسية في مجتمع تلك الحضارة.
الثقافة الرمزية واثرها في الشخصية العراقية:
الجذور الفكرية والعقائدية:
•    لقد انبثقت الرمزية عن نظرية المثل لدى افلاطون، وهي نظرية تقوم على انكار الحقائق الملموسة، وتعبر النظرية عن حقائق مثالية وتقول أن عقل الإنسان الظاهر الواعي عقل محدود وان الإنسان يملك عقلاً غير واع ارحب من ذلك العقل.
•    وفي اواخر القرن التاسع عشر تجمعت عوامل عقدية واجتماعية وثقافية لولادة الرمزية على يد بودلير وغيره من الادباء.
•    العوامل العقدية: وتتمثل في انغماس الإنسان الغربي في المادية، التي زرعتها الفلسفة والمفكرين من حرية مطلقة واباحية اخلاقية، وبين ما يمارسه المجتمع من ضغط وكبح لجماحهم مما زاد بتاثرهم بنظرية المثل الافلاطونية وكتابات الكاتب الامريكي ادجار الآن بو:
أ‌.    الخيالية المتميزة.
ب‌.    العوامل الفنية: وذلك باعتقادهم أن اللغة عاجزة عن التعبير عن تجربتهم الشعورية العميقة، فلم يبق الا الرمز ليعبر فيه الاديب عن مكنونات صدره.
ت‌.    بدات الرمزية في فرنسا حيث ولدت اكثر المذاهب الادبية والفكرية، ثم انتشرت في اوربا وامريكا.
•    ويكاد يكون هذا المذهب نتيجة من نتائج تمزق الإنسان الاوربي وضياعه بسبب طغيان النزعة المادية وغيبة الحقيقة، والتعلق بالعقل البشري وحده للوصول اليها من خلال علوم
توهم بالخلاص عند السير في درب الجمال، ولا شك أن الرمزية ثمرة من ثمرات الفراغ الروحي والهروب من مواجهة المشكلات باستخدام الرمز في التعبير عنها.
ويتضح مما سبق:
أن الرمزية مذهب ادبي يتحلل من القيم الدينية ويعبر عن التجارب الادبية  الفلسفية من خلال الرمز والتلميح، نأياً من عالم الواقع وجنوحاً إلى عالم الخيال، وبحثاً عن مثالية مجهولة تعرض الشباب عن الغياب العقيدة الدينية، وذلك باستخدام الاساليب التعبيرية الجديدة، والالفاظ الموحية وتحرير الشعر من كافة قيود الوزن التقليدية، ولاشك في خطورة هذا المذهب على الشباب المسلم أن درسه دون أن يكون ملماً سلفاً باسسه المتقدمة والتي تهدر القيم الدينية.
أن الشخصية العراقية هي نتاج العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية والثقافية وعلى ذلك فهي نتاج ثقافة المجتمعات، فنحن نعلم أن العادات والانماط الاجتماعية تتغير وقد يكون للفرد دور في تغيرها احياناً، وان هذه العوامل مجتمعة تتفاوت بين المجتمعات وتتفاعل بدرجات متفاوتة وينتج عنها افكار واتجاهات وعادات وقيم وسلوكيات مميزة يمكن أن نلاحظها في تكوين الشخصية من خلال التصرفات والاتجاهات العامة.
 شكر السيد رئيس الجلسة الدكتور محمد جميل على التزامه بالوقت المحدد لبحثه، وقد كان البحث الثاني للباحث قاسم عبود، وهو باحث اقدم، في بيت الحكمة، قسم الدراسات الاجتماعية.

وبحثه الموسوم ( التماهي مع الرمز)
ابتداء الباحث بالسؤال، لماذا الرمز؟؟ ما مدى تاثيره على الفرد..؟ في الحقيقة يمثل الرمز حالة كثيراً ما تلازمت مع شخصية الفرد يصعب التخلي عنها، فهي تمثل طموحاته ونموذجاً امثل يمكن الاقتداء به وتعويضاً عن ما يعانيه من نقص، اي أن الرمز يمثل الفجوة القائمة بينه وبين الفرد، ولاجل سد هذه الفجوة يسعى الفرد وبتصور ذهني أن يتوحد مع الرمز وكانهما كائن واحد، وهو ما يمكن ببساطة تسميته بالتماهي بينهما سلوكيا.
 يمكن القول أن الرمز يكون ذو تاثير اشد على الفرد كلما كان ضعيفاً ومتخلفاً وغير فاعل في قراراته، جراء ضعف وسائله المادية والمعنوية التي يمكن استخدامها في صراعه مع بيئته، وهو ما جعل الإنسان البدائي اكثر تعلقاً بالرمز حين اصبح يمثل له المعين المساند له ضد الطبيعة القاسية، وبتكرار حضور الرمز في المناسبات الصعبة التي كان يواجهها الإنسان من قبل شراسة الطبيعة، لذا اصبحت علاقة الانتماء تشتد مع الرمز حتى اقوى من علاقته مع افراد قبيلته التي ينتمي اليها، حتى ليصل التماهي بينهما لدرجة العبادة.. ولتكون الخطوة الاولى للتصور الديني البدائي، ولما كانت حاجيات الإنسان ذات طابع بسيط تعكس حياته البدائية فكذلك كانت طقوسه الدينية بالمستوى البسيط ايضاً، والتي اشار اليها عالم النفس فرويد بانها ديانة بدائية والتي تم تسميتها بالديانة الطوطمية نسبة إلى الطوطم.
في عام 1971 عرف العالم الانكليزي ج. لورد هذه العبادة الطوطمية وتم تعريفها ( ديانة مركبة من الافكار والرموز الطقوس تعتمد على العلاقة بين جماعة انسانية وموضوع طبيعي يسمى بالطوطم، والطوطم يمكن أن يكون طائراً أو حيوانا أو نباتا أو مظهراً طبيعياً، مع  اعتقاد الجماعة بالارتباط به روحيا)، ويمكن ربط هذه الحالة بالمحاور الثلاث التي تشكل العلقة بينهما ( انسان- طوطم- طبيعة) والتي شكلت الديانة البدائية للانسان.
 في ظل هذا العالم البسيط وكما صار يسمى بمرحلة الصيد والتي كانت تقتصر على صيد الانهار لعدم كفاية الادوات المستخدمة للصيد، والمقتصرة على استخدام الرمح وبعض الادوات المستخدمة للصيد، والمتقصرة على استخدام الرمح وبعض الادوات المشابهة لاجل توفير الطعام والدفاع عن النفس، وكذلك احتياجات الإنسان كانت ايضاً متناغمة مع وضعه الطبيعي.. فهي  متطلبات بسيطة ايضاً، فكل الافراد متعايشون سوية دون اي تمييز يذكر، ولكن بمجرد تطور ادوات الصيد ( التي تشكل العصب الاساسي في حياة الفرد) باختراع ( القوس) فتح مجالات رحبة اكبر في توفير الغذاء لافراد القبيلة، فاصبح الكثير من الحيوانات التي كانت يصعب على الفرد الوصول اليها اصبحت في متناول يده، مما اكسب الرجل موقعاً متميزاً بين افراد اسرته وقبيلته لما يمتع به من امكانيات بدنية تؤهله لممارسة مهنة الصيد الجديدة ، فيما  اصبحت المراة وبحكم وضعها البيولوجي راعية للبيت وتخدم شؤونه، وليفسح ذلك لسيادة النظام الذكوري ( البطريكي)، وقد انعكس ذلك على نمط العلاقة الدينية مابين الفرد والطوطم واصبحت الإله (الطوطم) منقسمة بين الذكور والانثوية، وكل منها يرعى مصالحه من خلال طوطمه الخاص.
الا أن الانقلاب الاكبر في حياة الإنسان البدائي، كانت حين تم اكتشاف الزراعة، والذي يمثل نقلة كبرى في حياة لم يعهدها الفرد سابقاً ومن اهمها:
1.    الاستقرار الذي اتاح للانسان عدم ضرورة الترحال من اجل العناية بالارض، تعزيزاً لمصالحه الخاصة.
2.    زيادة في الانتاج ووفرة في الغذاء تطلبت منه اجراء عملية التبادل مع القبائل الاخرى للحصول على سلع جديدة.
3.    وهو الاهم في كل ذلك حين تسببت الزراعة في اعادة العملية الانتاجية من خلال تقسيم العمل بين افراد القبيلة، وحين اصبحت مراكز العمل متفاوتة في الاهمية، وتحول العمل المشاعي ألي عمل طبقي، وظهور افراد يملكون واخرون معدمين لا يملكون.
كان لابد من أن ينعكس ذلك على البيئة الاجتماعية وكذلك على طبيعة المعتقدات الدينية بما يتلاءم والوضع الجديد، وتبعاً لذلك تحول الفكر الديني من الرمز المادي ألي العقائدي ( من اللمس إلى العقيدة)، فالعمل اصبح يتطلب وجود عدد من ألإله التي يمكن أن تعتني بالحياة الجديدة، فكان أن وجدت أله للمطر واخرى للشمس وللارض وكذلك أله للسلم واخر للحرب.. وهكذا بدأ تعدد الاله مع تعدد الاحتياجات الجديدة للبشر.
تعتبر هذه المرحلة من افضل المراحل التي تماها بها الإنسان مع الطوطم من خلال الفكر الابداعي وتصوراته، فوجدت المثيولوجيات التي تحاكي طبيعة الإنسان في حياته وتصرفاته، واصبحت الاله نمط مكرر من الإنسان نفسه فهي تغضب وترضى وتحقد وتكذب...، كما انها قريبة من حياته الخاصة، فمرة تكلمه مباشرة وحتى تتزاوج مع جنسه من البشر، ولكن يكمن امتيازها عنه بامتلاكها صفة الخلود الذي اصبح الهاجس الكبير لدى البشر في الوصول اليه، (كالكامش- باريس في الالياذة- ادم في القرآن.. وغيرهم).
ولاجل تصور الرابطة الروحية الكائنة بين الإنسان والطوطم وعلى مرور الفترات السابقة بالمحاور:
1.    نتيجة الوهن والضعف والاحباط الذي لازم الإنسان البدائي تجاه قوة وقسوة الطبيعة، وضرورة وجود معين يقف في جانبه للحد من ذلك، كذلك من اجل تامين الغذاء والنصر على اعدائه فرضت عليه الاستعانة بقوى غيبية كالطوطم تأزره في وضعه الصعب.
2.    علمية التخلي أو التنكر أو الكفر بالطوطم تعد جريمة كبرى قد تصل عقوبتها إلى الاعدام من قبل افراد القبيلة انفسهم، كذلك ما يتعرض له الكافر من عقوبة اشد من قبل الطوطم نفسه له ولافراد اسرته وقبيلته، مما حال دون اشاعة هذه الظاهرة بين الإنسان البدائي.
3.    لمجهولية المستقبل وما يخفيه من مفاجأة غير متوقعة كثيراً ما تعرض حياته للخطر، اصبح لزاماً على الإنسان التوسل والطلب من الطوطم حمايته من هذه المخاطر، لقاء القيام بتقديم القرابين والنذور وقامة حفلات الرقص وغيرها من الطقوس المناسبة.
4.    الاحلام والكوابيس التي كثيراً ما تعرض له في منامه جراء خوفه من حيوان مفترس أو مرض وغيرها، مصورة  له عالم وهمي ينتظره بالويل العذاب ما لم يرضى (الآلة) الطوطم.
5.    للموت دور اساسي في مجمل العبادات ومدى ارتباط الطوطم به في مدى امكانية تفاديه، وكذلك تفادي العقوبات المتوقعة بعد الموت والتي كثيراً ما شغلت ذهن الإنسان.
لذا كان لابد من تنظيم لممارسة هذه المعتقدات وفق طقوس مناسبة خصوصاً جراء التعقيدات التي تعرضت لها خلال الفترات الزمنية المتتالية وكذلك اضافة الهيبة والوقار للطوطم وعدم التجاوز على حرمته، وقد تم ذلك من خلال صياغة الكثير من المحرمات التي تتعارض ومنزلته وارادته، مع أن ذلك تم بقرار من الاناسن نفسه الا انه يوحي بانها تمت وفق مشيئة الطوطم ذاته.
التابو..
ويمكن تعريفه وفق النصوص العلمية (كلمة بولينينزية شاع استخدامها في الدراسات الانثروبولوجية  في كل اللغات بمعنى تحريم عمل حاجات معينة أو اكل أو شرب حاجات معينة أو قول الفاظ وكلمات معينة لتجنب الاذى الذي فيها).
اعتمد التابو على  تحريم ما هو يتنافى واستقرار الوضع القبلي اجتماعياً ودينياً، وما يمكن الادعاء به بانه يمثل مشيئة الطوكم ليزيد من قدرات قوته وكذلك تعظيم قدسيته، ومن اهم المحرمات السائد في تلك الفترة ( الزنا بالمحارم، السرقة، القتل، الالحاد...وهكذا) ضمن محورين اساسيين هما:
1.    تحريم الزواج الداخلي، من القبيلة نفسها والسماح بالزواج الخارجي.
2.    تحريم اكل الطوطم وكل ما يشابهه خوفاً عليه من الانقراض خصوصاً بالنسبة للحيوانات.
مما شكل التابو مع الطوطم علاقة متكاملة لكل منهما، وقد استمرت هذه العلاقة في تثبيت الوضع الديني في اغلب مراحله، الا أن الوعي الاجتماعي واشاعة المتدن الحضري وانتشار الديانات السماوية التي اعتمدت على محاربة الوثنية ادت إلى انحسار ظاهرة الطوطم، الا أن الوضع كان مختلفاً بالنسبة للتابو اذ بقي التاكيد عليه، لان اغلب الديانات وحتى السماوية منها اعتمدت التحريم على المقدسات اساساً لها وحاربت عبادة البشري وابقت على الطوطم السماوي، كذلك تشعب الاجتهادات وتطور المذاهب زاد من المحرمات وغلب ذلك على الاصول كما أن التابو يعتبر منظما لسلوكيات الطقوس المتبعة في عبادة الطوطم مما يؤكد على الصلة الوثيقة بينهما.
وبعد أن انهى الباحث طرحه لبحثه في الوقت المحدد، عقب السيد رئيس الجلسة الدكتور خليل بالاتي:
أن مفردة الطوطم خطأ شائع والصواب هو التوتم TOTEM وهي كلمة انثروبولوجية، تعني الحيوان أو النبات أو اي شيء اخر تقدسه قبيلة ما أو مجموعة من الناس وتعده رمزاً لها وحامياً.
والتوتم عند فرويد يرمز إلى الاب البدائي الذي اغتاليه ابناؤه الثائرون عليه والمتمردون على انفراده بالسلطة ونساء القبيلة.
والتوتمية: مجموعة القوانين والعادات التي تدور حول عبادة التوتم، والتي تكوّن نظاماً دينياً واجتماعياً متكاملاً.
وفي لسان العراب لابن منظور، وردت مفردة التميمة، وهي خرزة رقطاء تنظم في السّير ثم يعقد في العنق، اي انها عوذة تعلق على الإنسان، وكان العرب قبل الإسلام يعتقدون انها تمام الدواء والشفاء خاصة اولادهم اذ تبعد عنهم النفس والعين وابطلها الإسلام، وفيها يقول الشاعر ابو ذئيب الهذلي:
واذا المنية انشبت اظفارها     الفقيت كل تميمة لا تنفع
 وفي التحليل النفسي فان الحلم أو العرض يشكلان التعبير الرمزي لرغبة معينة أو لمأزم معين. بحيث انهما يذكران بصور غير مباشرة بالحدث الاول الا أن بعد فرويد 1895 من الملائم عدّ هذه الرمزية نتاج "الحتمية ترابطية" تربط الحلم أو العرض بالحدث الاول.. فالهستيريا رمز ذاكري الصدمة مسببة الاضطراب، "والحتمية رمزية" تزود شبكلة التداعيات بعناصر دلالية منبثقة من تاريخ الاضطراب أو المضطرب أو نتاج المواد الرمزية شمولية بالمعنى الدقيق، والرمز التحليلي هو نتاج لهذه الحتمية فهو يبدو عنصراً "ابكم" غير واع، الفرد غير قادر على صياغة تداعيات بشانه " يميل إلى حقل المرمز" المحدود جداً، حقل الرسومات الاصلية "الجنسية" " والقرابة والموت" حسب تعبير فرويد، وحقل النماذج الاثرية للاوعي الجمعي حسب نظرية يونك..
وبعد أن انهى الباحث قاسم عبود، بحثه، استدعى السيد رئيس الجلسة الاستاذ المساعد الدكتور ايسر خليل ابراهيم لالقاء بحثها الموسوم "شخصية الرمز المجتمعي اعلامياً" هي تدريسية في كلية الاعلام – الجامعة العراقي. وكما يلي:
ان البداية الحاسمة لتغيير الطريق الخطأ افي شخصنة الرمز المجتمعي ينطلق من وهم نقاء الرمز القيمي ليبني حولها اصطفافات هوياتية  غير منطقية يزيدها مع الزمن هشاشةً  ترنِحِ وضعفا  فاذا ما ازدادت التوترات القيمية  فسنكون امام حالة من التضاد القوي لمنظومة القيم ويصبح الجو مهيأ للتجاذبات المجتمعية .
وفي كل الازمنة نجد أن الأنظمة السياسية القائمة تبقى هي الحكم والمستفيد من الاصطدامات الحاصلة بين معسكرين، ينتميان إلى الطبقة الاجتماعية نفسها أي الطبقة الوسطى  وهما الحداثة والاصالة ، وهي في خضم التّحول العميق الذي تعرفها مجتمعاتنا،اصبحت تلك الطبقة المنقسمة على نفسها بسبب ثنائياتمن الصراع تحول دون توجيه جميع الطاقات صوب التوافق بين شرائحها.  وقد يصبح  الانتقال من الجزئي إلى بؤرة الاهتمام المركزي حسب طبيعة   الرمز المجتمعي الحامل لهذه التوترات القيمية ما يعزز مفهوم مجتمعي جديد هو "ثقافة التفاصيل"؛والتي تمثل  الوقائع الاجتماعية التي انزاحت عن المكون اليومي لتتحول إلى حدث اجتماعي يشغل الرأي العام الذي يتوزع بين التأييد و الرفض .
قيمة الأفكار وقيمة الرمز
قيمة "الرمز" تكتسب من قيمة الافكار التي يمثلها ( وبالتالي فقيمة الرمز أكبر ) بشرط أن ينال هذا "الرمز" على ثقة الفرد واغلبية من المجتمع  ويقوم المجتمع بدور مهم في شخصنة الأفكار - الأفكار الفعالة بشكل محدد فالفكرة ليس ذات قيمة كفكرة مستقلة بحد ذاتها ، إنما "الرمز" يكسب الفكرة قيمتها عند فئة من المجتمع ، وهنا يبدأ صراع الرموز المتناقضة في حالة وجود رمز اخرى مقنع لفئة اخرى داخل المجتمع .
وصراع الحقيقة اصبح مرتبطا بالرمز اكثر من ارتباطه بالفكرة " وتصبح اخطاء
الرمز هي اخطاء  أفراد المجتمع دون أن يشعروا باي خلل ، بسبب - أن قيمة هذا الخطأ -كفكرة- مُكتسبة من قيمة الرمز فتصبح الفكرة صحيحة  ... فتصبح قيمة الصواب - كفكرة - مكتسب من قيمة "الرمز الآخر" المناقض فتصبح الفكرة عند ذلك خاطئة  وهكذا تذوب ظواهر الحقيقة في صراع الرموز المتناقضة.
وقد اسهم الاعلام الخالي الى حد كبير من الضوابط الى ان يكون وسيلة للتشجيع على بروز بعض المظاهر مثل عدم تحمل مسؤولية الرأي والهجوم علي الأشخاص أو التجريح تحت أسماء مستعارة، أو حتى حقيقية  ومن هنا برزت شخصنة الحوار حين تأخذ أطراف معينة الحوار بعيداً عن هذه الرؤية الجادة  لتجعلهم يدورون على الهامش ويبحثون  عن التبسيط للموضوع لأصحاب الفكرة دون فحص القضية، ومع تهافت لغة الحوار تضعف اصرة  التواصل ويحل الشقاق والخلاف في المجتمع ...
إنّ فكرة الشخصنة هي تحويل الفكرة من الموضوعية البناءة إلى العائمة غير الدقيقة، حيث يبدأ الشخص في هذا الإطار بتحويل فكرته، إما لهدف شخصي أو لإطالة ذلك الموضوع من اجل إضاعة الفكرة التي تم النقاش حولها، وتاخذ إطار الجانب الفلسفي والنظري، حيث يحتمل دائماً الجدل أكثر من احتماله للموضوعية، كما  أنّ البعض يشخصنون الفكرة لرغبتهم في الخروج عن الموضوع لأهداف شخصية، وذلك من أجل الابتعاد عن مفاهيم توصيل الفكرة وتضليل الرأي العام.
إنّ كثيراً من أصحاب الفكر الشخصي يُقيمون الأشخاص في ضوء معتقد معين ومحدد، وبالتالي يغيّر صاحبها في هذه الحالة المفهوم السليم في ضوء معتقده تجاه بناء الشخصية وليس الفكرة، معتبراً ذلك مفهوم خاطئ؛ لأنه لا يصل بالفكرة إلى الهدف الذي ينشد به القارئ أو المتحدث، لافتاً إلى أنّها من الجانب الاجتماعي تعطي القارئ أو السامع بأنّ الفكرة أبعدت اجتماعياً عن الموضوع أو على المفهوم الفكري الاجتماعي، وتحولت إلى جانب تنظيري لا يوصل للهدف المشترك .
إنّ تأثير الإعلام بات أقوى من أي مؤثر آخر؛ لما له من أثر بارز وتوجيه واضح ونفوذ واسع لصنع حياة الناس، خاصةً العامة منهم أو الأغلبية السائدة الذين ينطلقون في حياتهم وعملهم مبدأ أنّ الانتماء والإخلاص للوطن ليس شعاراً، بل قيماً، وأخلاقاً، وسلوكاً، وعملاً يتصف به كل مواطن حر وشريف، ومتى ما دخلت الشخصنة  في الإعلام فإنّ ذلك يتعارض مع القيم والمعايير التي يتفق عليها الجمهور  ومنها الانتماء و التفاعل وهما من أسمى أشكال المواطنة، ويتمثل ذلك في رفض  الفئوية والولاء للأفراد ..
إنّ الشخصنة تقع في الإعلام حين  ينعدم الفصل بين الأشخاص والأفكار، وبين الأحداث وفاعليها، فكم من شخصية أبرزها الإعلام وضخمها وقدمها للمجتمع وفقاً للاتجاه الفكري او السياسي أو الاجتماعية، أو المناطقي موضحاً أنّ بعض الإعلاميين يلجأون إلى الشخصنة بناءً على شخصية قائل الحديث أو الفكرة أو صاحبها، إذ قبولها ورفضها متوقفان على شخص قائلها وميوله، ومكانته، ومادياته، فتروج الفكرة وتلقى صدى الإعجاب لأنّ فلاناً -المرضي عنه- قائلها، وفي المقابل تموت أفكار أو تفتعل لها المساجلات الإقصائية الحادة لأنّ قائلها أو ينتمي لذلك التيار الذي يعاني من اشكالات معينة ...
وبات من الممكن القول أنّ كثيراً من التصنيفات في مجتمعنا وانقساماته الفكرية الحادة التي وصلنا إليها سببها بعض وسائل الإعلام التي شخصنة الأفكاروتظهر ذلك في السجالات والمعارك الفكرية والثقافية، إنّ الشخصنة أصبحت في الإعلام وسيلة للنيل من شخصٍ ما وأفكارهأو ترميزه وتضخيمه هو وأفكاره والتحشيد  له، إن واقعنا الإعلامي قديماً يضج بالطرح الذي يعمل بحرص ودأب على توجيه العقلية لتصدق وتستسلم لأفكار ما، مهما كانت...  وعلى هدم روح النقد لتلك الشخصية أو الفكرة من مبدأ المجاملة عل حساب المصلحة العامة، ويعتبر الإعلام خادع مضلل للقارئ إن هو ارتكز إلى مثل هذه المرتكزات أو أشرك معها أموراً ومعايير وأركاناً لا تمت إلى الحيادية ونشر الحقيقة بصلة، وإن كان الإعلام لا يرتكز أصلاً على معايير محددة ولم يتأسس وفقاً لمرتكزات إعلامية صحيحة وواضحة فإنّ مصيره الركود، وسرعان ما ينفر الناس منه؛ لعدم مصداقيته
والرمز هو أهم حلقات الوصل بين المؤسسة التي يمثلها وفكرها وأهدافها وبين القاعدة أو الشريحة التي يتعامل معها    ولكن من الذي يصلح أن يكون رمزا ؟
إن صفات الذي يصلح أن يكون رمزا تختلف كما ذكرنا مسبقا حسب مستويات الرمز كما وتختلف أيا حسب طبيعة الهيئة التي يمثلها الرمز فلا يكون الرمز ذو صفات تتعارض مع ما تدعو إليه تلك الجهة فلا أن سكون شخصية تنفيذية بمقومات هذه الشخصية التنفيذية الآتية :
1-    ذكاء مقنن ومبلور في دائرة العمل
2-    العمق والأصالة في الرصيد الفكري الذي يتحرك فيه أثناء حواراته مع الآخرين

ويُدرج الأستاذ والمُفكر كمال عبد اللطيف هذه المناوشات المتعلقة باللغة والهُوِية والقيم، في سياق الصراع بين تيار سياسي محافظ وتيارات سياسية وثقافية أخرى، تنزع نُزُوعات متحرِّرة، وتُحاول الانفتاح على متغيرات الأزمنة المعاصرة ومكاسبها. كما ترتبط بمعارك يتم افتعالها، أو التقاطها في صورة مصغَّرة، والعمل على إبرازها، حيث تعمل الأطراف المتخاصمة سياسياً على اكتساح مواقع في المجتمع، وصَدِّ الآخرين عنها. وضمن هذا الإطار، يتم الرُّكُوب على قضايا عارضة، وتحويلها إلى قضايا مركزية.
قد يرتبط الانتقال من الجزئي والعارض إلى بؤرة الاهتمام المركزي بطبيعة الحامل التواصلي لهذه التوترات القيمية، والذي ليس شيئاً آخر غير وسائط الاتصال الجديدة، لكننا، في الواقع، أمام ما يسميه الباحث المغربي في الأنثربولوجيا السياسية، محمد المعزوز، "ثقافة التفاصيل"؛ كنايةً على تلك "الوقائع الاجتماعية التي انزاحت عن المكون اليومي، لتتحول إلى حدث اجتماعي بارز، يشغل الرأي العام الذي يتوزع بين صوتين، صوت التأييد وصوت الرفض".
الصراعات حول القضايا العارضة، وحول التفاصيل المُتحولة إلى قضايا مركزية في الفضاء العمومي، تعني كذلك تحول قضايا الصراع والتعبئة من الأفكار الكبرى والمشاريع المرجعية المُلهمة إلى صراعٍ حول "سرديات صُغرى".
إننا، في العمق، أمام تحول كذلك من الجدل والصراع حول القضية الاجتماعية إلى صراعات ذات طبيعةٍ قيمية، ولا شك هنا في أن هذا الانتقال يذكّرنا بإحدى خلاصات أبحاث المفكر، آلان تورين، وهو يُنظّر لفكرة "نهاية المجتمع"، والتحول من لحظة الحركات الاجتماعية إلى زمن الحركات الثقافية.
سؤال القيم واحدٌ من تفريعات قضية الهوية، بكل حُضورها الطاغي في لحظات التحول المجتمعي. لذلك، يبقى الجواب على السؤال المذكور، في الحقيقة، متروكاً لتمثلنا المشترك لوجودنا هنا والآن: هل نحن جماعة مؤمنين، حُرياتٌ فرديةٌ مُتجاورةٌ، مواطنون في دولة قانون؟
وأبعد من ذلك، لا يرتبط سؤال القيم بدرجة التصادم بين المواطنة والحرية، بين الحرية والخصوصية، بين القانون والأخلاق، بين الكونية والذاتية، وبين الفرد والمجتمع، بقدر ما يرتبط بالصيغة الخلاقة التي يمكن لمجتمعاتنا أن تجعل من الحرية عنواناً آخر للهوية، وأن تجعل من الانخراط في القيم الإنسانية فرصتها الوحيدة لإعادة اكتشافٍ خصوصيتها.
بكثيرٍ من الحكمة والإيمان بالديمقراطية، تبقى ثمة مجالات واسعة أمام بناء المشترك الوطني لمجتمعاتنا، بعيداً عن فخاخ كل تلك الثنائيات المتقابلة والمُتقاتلة.
بعد أن انهت الباحثة عرض بحثها اعقب السيد رئيس الجلسة الاستاذ الدكتور خليل ابراهيم، بالقول أن اذا كان جوهر شجرة، أو سيف أو عدد، أو فرد، أن يكون مادة الرمز معين فان القيمة التي يتخذها هذا الرمز في علاقته مع الذي يرمز اليه، هي قيمة ثابتة، مما قاد عدداً من الكتاب للحديث عن اللغة الرمزية الاساسية، الخاصة بالانسانية، وقد تشكل لغة "الخيالي" هذه نظاما من النماذج الرمزية المكونة سبقاً توليد هيكلاً ليس فقط للحياة النفسية وانما ايضاً للاساطير، والمجمل انظمة العمل البشري ليجعل منها.. انظمة رمزية، بالمعنى الذي يريده "ليفي ستروس" وفي عصرنا هذا، عصر قوة الاعلام، والذي غالباً ما ياتينا معلباً ومشخصاً ليضفي على الرمز هالة لا تصمد امامها كثير من النظم السياسية المبتعدة عن شعوبها وامالها وتطلعاتها.
وفي ختام بحث الدكتور ايسر، قدم السيد رئيس الجلسة للبحث الرابع الموسوم الاصنام الاجتماعية بالقول أن الصنم: يقال انه معرب من شمن وهو الوثن، وهو ينحت من خشب ويصاغ من فضة ونحاس، والجمع اصنام، والصنم هو ما اتخذ الها من دون الله عز وجل، وهو ماكان له جسم وصورة، فان لم يكن له جسم أو صورة فهو وثن.
وكان العرب قبل الإسلام يسمون الصنم بالانثى، ويقال انثى بني فلان، ومنه قوله عز وجل" إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا..." الاية 117/ سورة النساء
والاناث كل شيء ليس فيه روح مثل الخشبة والحجارة، اما الاصنام المجتمعية فهي تلك الكائنات الحية التي تمتلك القوة والسلطة المطلقة  التي يفرضها على الاخرين الذي يضجون بها ويؤلهونها، والامثلة عبر تاريخ البشرية كثيرة من قبل فرعون إلى يومنا هذا.
وقد عرض الباحث حسن حمدان بحثه الموسوم "لاصنام المجتمعية .. دراسة سوسيوسياسية" وكالاتي:
ان اخطر ما يواجه السلوك الاجتماعي هي القولبة والتنميط التي تحوله من سلوك ارادي قائم على مخرجات التفكير الفردي الى سلوك تلقائي يتمحور حول عقل جمعي مرتبط برمز معين، إذ تضعف الملكة النقدية لدى الفردية وينصهر التفكير في قالب واحد يتحكم فيه الرمز فيكون محركا لجموع غفيرة من الناس باتجاهات شتى ابرزها (الايديولوجيا "دينية-علمانية" والسياسة)، فمن هو الصنم ؟ وكيف يخلق؟ وهل يمكن حله؟ ام لا ، مع معرفة الاسس التي تقوم عليها عملية خلق الصنم الاجتماعية.
1.    تشخيص اهم مخاطر الصنمية المجتمعية.
2.    البحث عن التفسيرات العلمية لهذه الظاهرة الاجتماعية وتشخيصها في ضوء علم الاجتماع.
التتبع التأريخي لظاهرة عبادة الاصنام
يختلف التفسير التأريخي عند العرب لنشوء ظاهرة عبادة الاصنام فمنهم من ذهب الى ان الاصنام لم تصبح على ماهية عليه الا بعد ان مرت بمرحلة زمنية معينة بدأت من تقديس اناس صالحين ظهروا في فترة ما بين نبي الله ادم و نبي الله نوح.
ذكر القرآن ثمانية اصنام  (اللات و العزى و مناة و ود و سواع و يغوث و يعوق و نسر، و قد ذكرت هذه الثمان في القرآن و نسبت الخمس الأواخر منها إلى قوم نوح).
يقول تعالى ذكره مخبرا عن إخبار نوح ، عن قومه) : وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ) كان هؤلاء نفرا من بني آدم فيما ذكر عن آلهة القوم التي كانوا يعبدونها.
اما الاصنام الثلاثة المتبقية  اللات و العزى و مناة :
فترد رواية اخرى تلصق هذه الاصنام "بعمرو بن لحي الخزاعي"  حيث يذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية "استمرت خزاعة على ولاية البيت نحوا من ثلاثمائة سنة. وقيل: خمسمائة سنة، والله أعلم. وكانوا سوس في ولايتهم وذلك لأن في زمانهم كان أول عبادة الأوثان بالحجاز، وذلك بسبب رئيسهم عمرو بن لحي لعنه الله، فإنه أول من دعاهم إلى ذلك وكان ذا مال جزيل جدا.
اجتماعية عبادة الرمز او عبادة الاصنام البشرية

ان لكل مفكر دلوه الخاص الذي اغترف فيه من العلوم ما مكنه من تفسير ظواهر اجتماعية معينة باسلوب علمي تحيلي، وفي هذا الفصل سوف نتناول ابرز من كتب من الكتاب المسلمين في هذا المجال.
يقول تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)سورة البقرة.

اولا: رأي الدكتور علي شريعتي
ويرى ان الصراع الذي تقوم عليه حركة التاريخ البشري منذ بدايته يتجاذبه طرفان اثنان برمزية ( هابيل وقابيل )، يمثل هابيل الناس، اما قابيل فيمثل بالرمز الذي يصنعه السدنه للعبادة فيستحمرون من خلاله الناس وفق ثلاثية (سلطة، مال، دين) وياخذ مثالا على ذلك ( فرعون , قارون , بلعم بن باعوراء ).
بحيث يقوم الطرف القابيلي بتسخير الناس كالحمير – ومن هنا جاء الانتزاع اللغوي للاستحمار – بخلخلة شبكة العلاقات الاجتماعية التي تجمع الناس وتحافظ للمجتمع على قوته و تماسكه , وذلك بتزوير كل ايدلوجيا تحاول ان ترتقي بهذه الشبكة , سواء اكانت ايدلوجيا دينية سماوية او ايدلوجيا وقف عليها الانسان بوعيه , فالسلطة السياسية ( فرعون او الملك ) كانت تستعين بالسلطة الاقتصادية ( قارون او المالك ) والاثنين معا تستعينان بالسلطة الدينية ( بلعم بن باعوراء ) الفقيه السلطاني ورجل الدين المنتفع لتدشين سلطتهم الاستعبادية , فكما استعان ملوك المجتمعات القديمة بالكهنة والسحرة في استحمار الناس , كذلك استعان فرعون ببلعم بن باعوراء وعلى نفس المنوال استعان القيصر بالقساوسة وهو الامر عينه مع الخليفة الاموي والعباسي وباقي السلاطين في ديار المسلمين في استعانتهم بالمزورين الذين برروا اعمالهم المخالفة لمسار رسول الله (ص) حيث يقوم الدين المزوَّر بالدور الاكبر في تشويه الدين الحقيقي , كون الدين الحقيقي يحول بينهم وبين الاستعباد , ويدفع بالانسان باتجاه تحقيق ماهيته المرسومة له في غاية وجوده , وبالتالي تحويل الدين من آيدلوجيا دافعة محركة نابضة الى آيدلوجيا راكدة ميتة رجعية وهو ما وصفه شريعتي بـ ( الدين الاستحماري ) , لهذا كانت الناس تهتف ايام الثورة الفرنسية : اشنقوا آخر قيصر بأمعاء آخر قس , كونهما كانا يشكلان طرف قابيل إزاء الناس (هابيل ) , ومن هنا ايضا يمكن معرفة تجدد الأنبياء والرسل بين فترة وأخرى , ذلك لفضح ما استجد من التزوير والتمرد عليه .
تعقيب..
ان من اهم الاسقاطات الواجب ملاحظتها هي مدى تساق واقعة التحليل هذه مع واقعة عمرو بن لحي الخزاعي الذي كان يمتلك السلطة والمال، الا ان هذا يجعلنا نبحث عن رجل الدين الذي كان مساعدا قويا من اجل دفع الناس لعبادة تلك الاصنام.
ولو وظفنا هذه المعطيات الثلاثة على العصر الحديث نجد ان من يملك رأس المال والسلطة مع اديولوجيا فكرية معينة فإنه قادر على استحمار الناس كما يقول شريعتي، خصوصا اذا كان لهذه الايديولوجيا فكرها الديني المرتبط بالغيبات وعدم السماح بالتساؤلات المنطقية التي ممكن ان يطرحها عامة الناس بل تفسر بكونها تحصيل حاصل.
فضلا عن ذلك فإننا هنا نقر واقعة عبادة رب يعيش بين الناس، فاذا كان من الممكن لرجل الدين ان يروي للمجتمع قصص تمجد بالصنم الفلاني مستعينا بقدرته على الالقاء والاقناع، فكيف بصنم يعيش بينهم، هذا ما سيجيب عنه الدكتور عبد الجليل الطاهر.
ثانيا: رأي الدكتور عبد الجليل الطاهر
تناول الطاهر موضوع عبادة الاصنام المجتمعية في كتابه (اصنام المجتمع)، محللا الكيفية التي يخلق فيها السدنة الاصنام، مستندا بشكل كبير على فلسفة "فرانسيس بيكون" الذي حذر الناس من وجود "نوع من الآلهة الكاذبة تتمتع بشيء من الاكراه والزجر على ضمائر الناس، وتفرض عليهم انماط معينة من التفكير واساليب العمل، فتحول بذلك دون حصول الناس على معرفة حقيقية وواقعية بالمواضيع الطبيعية والاجتماعية".
يربط الطاهر نشوء الصنم بالواقع الاجتماعي للمجتمع ويقسم سدنة الاصنام الى نوعين:
النوع الاول: هم اناس لم يتمكنوا من الحصول على مكانة اجتماعية مرموقة لهم بسبب ضعف تعليمهم لذا اتخذوا طريق النفاق والكذب، فخلقوا وطبلوا لرموز معينة ليرفعوا من قيمتهم ويعززوا من مكانتهم.
النوع الثاني: هم من المثقفين الذين وصل بهم الحال الى الانكفاء تحت صنم لكي يضمنوا لهم مكان في المجتمع فيه نوع من القدسية والقوة، فاعاروا اقلامهم للنفاق.
وبعد أن انهى الباحث حسن حمدان من عرض بحثه، توجه السيد رئيس الجلسة للسيدات والسادة الحضور للمناقشة والتعقيب على البحوث سالفة الذكر وبالشكل الاتي

أول المتحدثين، الشخ عامر البياتي الناطق الرسمي باسم هيأة افتاء اهل السنة وقد كانت مداخلته بخصوص بحث الاستاذ قاسم عبود، قائلاً فيما يخص مسالة خلق الإنسان وردت في القران الكريم ولكن هل نظرية دارون التي تؤكد أن الإنسان هو حيوان، والعقل كميزان الذهب، مسالة الجنة هل هي في الجنة ام السماء، منشور الارادة لابن القيم، الذي ذكر أن هذه الجنة هي في الارض، ابو رجاء العطاري كان من المخضرمين ولكنه لم يؤمن به حتى بعد وفاته. وقد نقل تحيات ومباركة وسلام سماحة مفتي العراق الشيخ الدكتور مهدي الصميدعي.
ثاني المتحدثين الاستاذ الدكتور لاهاي عبدالحسن حيث قالت (اعبر عن شكري للباحثين، غابت النظرة النقدية عن كل البحوث، محمد جميل، الذي يسمعك أن المجتمع متدين ومؤثرة، وليس هناك صراع بين نفس الطائفة وليس مع طائفة اخرى، من ظاهرة الاستهزاء، اي لاوجود لمنطق واحد ديني أو غير ديني، يفترض أن ينتبه لها ولا يبقى في حدود النظرة لايجابية
استاذ قاسم انتقل انتقالة انتقالة حادة من الطومية، وهي نظرية علمية يعبر من خلالها المجتمع عن يمانها، يفترض أن يكون البحث هو البحث عن الاله، ولكن الطوطمية، كان الكلام عام، يفترض أن يكون ربط ما بين الفكرة والواقع الاجتماعي
دكتورة ايسر كانت افكارها رائعة، أن الرمز يتميزبكونه،السؤال هل هناك رمز اجتماعي في العراق، ومبرراته تنقض أن هناك فكرة هل يوجد رمز عراقي، يجتمع عليه العراقيون
حسن حمدان الاصنام المجتمعية اشكاليتي معك أن هناك خلطة من شريعتي إلى علي الطاهر إلى فيبر، لك حق في أن تخلط خط نظري، الفكرة كانت ممتع)
ومن كانت هناك مداخلية للباحث حسين ناصر، باحث في قسم الدراسات الاقتصادية بيت الحكمة ، اذ ابدى ملاحضته بالشكل الاتي السيد رئيس الجلسة ضغط على الباحثين من حيث الوقت، ثانيا الباحثون لم يقدموا لنا حلول أو مقترحات حتى لا نقع ضحية رموز مفتعلة، ولماذا الرمز الديني كان هو البارز. وقد رد السيد رئيس الجلسة أن الوقت المحدد لكل باحث كان (15) دقيقة وهو وقت كاف لعرض الباحث لبحثه، طالبه أن يرجع إلى ساعته أو ضبطها.
الدكتور محمد الكحلاوي وهو اخر المعقبين، ابين بعض الحالات التي وردت محمد جميل تحدث عن الخطاب والمتلقي، بالاضافة إلى ذلك يفترض أن نميز بين الرمز والرمزية، الرمزية بداءت لحالات معينة لوقت معين، بالنسبة للفكر الديني تمسى التقية، خوفاً مما يؤثر عليه سلباً، تحدث قاسم عن الطوطمية، ولو رجعنا إلى كتاب سليم الحوت، الطوكمية عند العرب، اما الحديث عن الاعلام وشخصنة الرمز في الاعلام ، للدكتورة ايسر الاعلام هو كذبة لكي اصل إلى فكرة أن الرمز في باق وهو، حسن حمدان كان موفقاً وحضوره جيد، مع الشكر للاخوة على هذه الندوة.
وقد كانت فرصة للرد على المداخلات والاسئلة التي طرحها الحضور من جانب الباحثين وكالاتي:
رد دكتور محمد:
•    أن بعض الدراسات الاجتماعية تؤكد على الجانب الجمعي وليس الفرد ولذلك فان الجوانب الفردية قد تكون سلبية، ولكن نحن لا نركز الا على السلوكيات العامة التقويمية والسلوكيات المنضبطة..
•    وانا لم اكن مركز على الجانب الخطابي، وانما رجال الدين، فهناك ورالاءات يمكن أن تترتب على النسب، وانما ذكرت الخطبة من باب الاصلاح والدعاة الذين لديهم مريدين وموالين الذين نسمع بهم في كل العالم لاسلامي، فهناك خطباء لديهم جمهور وبالتالي هم لهم ولاءات.
ردت الدكتورة ايسر:
•    الاعلام ليس كذبة وانما هو صناعة للافكار والمعطيات والرموز، عملية صناعة تحول كل خاص إلى عام وتغوص في التفاصيل.
رد الباحث حسن حمدان:
أن شاء الله سوف اطور البحث اخذا بنظر الاعتبار في ضوء الملاحظات التي تم طرحها في المناقشات، وهناك، رموز علمانية، لو راجعنا مقولة فضل الله لو أن الدين اختلف مع العلم فعلى الدين مراجعة أو راقه.
وقد كان  رد الباحث قاسم الدباغ:
 ارى ان هناك تفهم ما بين المقولات العلمية والمقولات الدينية، وقد طرقت انا جانب من الفكر الديني، وقد تكلمت عن الاديان الوضعية الطوطمية وليس الدينات السماوية التي لها خصوصياتها، اذا كانت الطوطمية بداءت بالاضمحلال فان التابو قد برز الى الظهور.


 

 

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر