المعاد بين الفلسفتين الاسلامية والمسيحية

2019-02-19

المعاد بين الفلسفتين الاسلامية والمسيحية

كتاب صدر عن قسم الدراسات الفلسفية


المعاد في الفلسفتين الاسلامية والمسيحية
ان  للمعاد أهمية بالغة في حياة الإنسان، وعلى المستويين الفردي والجماعي لِمَا له من تأثير مباشر وواضح على السلوك الإنساني باعتبارهِ يدفع باتجاه السير والسلوك الحسن وصولاً إلى الكمال الذي يجني ثماره الإنسان في الحياة الآخرة، ولهذا لم نجد أنَّ البحث في موضوع المَعَاد قد اقتصر على الشرائع السَّماوية فقط، بل تعداها إلى الأديان والمُعتقدات الوضعية، وذلك لأنَّها استجابة فطرية لحاجة العقل الإنساني الذي يتوق إلى معرفة المصير الذي يؤل إليه الإنسان بعد الموت. وإنَّ التأمل في مسألة المَعَاد يستلزم منا مُسبقاً الإيمان بوجود الروح، وأنَّ هناك علاقة رابطة بين الروح والبَدَن على الرغم من وجود اختلاف في حقيقتيهما، ولا يمكن أنْ يعقل المَعَاد إذ ما تزعزع الإيمان بمعقولية وجود الروح, وبالتالي هذا الإيمان يثبت بدورهِ أنَّ الإنسان مكوَّن من روحٍ وبدن، وأنَّ فناء البدن لا يعني فناء الروح بل هي باقية حتَّى بعد مفارقتها للبدن وفنائهَ وتحلله. ونحن في هذا الكتاب قد عرضنا وقارنا بين آراء الفلاسفة المسلمين والمسيحيين، سائرين في اتجاهين رئيسين دون غيرهما، وهما ما جعل الكتاب ينحو نحو البحث في المَعَاد الجسماني والمَعَاد الروحاني الجسماني، والسبب أنَّ القائلين بهما هم لاهوتيون ومتكلِّمون وفلاسفة مسلمون ومسيحيون، ولم نتطرق إلى المَعَاد الروحاني؛ لتفرد الفلاسفة المسلمين في تبنِّي هذا الرأي، ولم نجد من يقول بهذا المَعَاد من الفلاسفة المسيحيين.

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر