مشروع بناء الطريق والحزام –المبادرة الصينية التي ستغير وجه العالم

2019-02-27

مشروع بناء الطريق والحزام –المبادرة الصينية التي ستغير وجه العالم

محاضرة اقامها قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية



مشروع بناء الطريق والحزام –المبادرة الصينية التي ستغير وجه العالم


في إطار التعاون بين بيت الحكمة والمنتدى الثقافي في نادي الصيد القى الاستاذ الدكتور  محمود علي الداود مشرف قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية في بيت الحكمة محاضرة علمية حول (مشروع بناء الطريق والحزام – المبادرة الصينية التي ستفيد وجه العالم) يوم السبت الموافق 23/2/2019 في قاعة نادي الصيد العراقي.
في مقدمة المحاضرة قدم المحاضر نبذة عن تطور اهتماماته العلمية حول الصين من خلال دراساته العليا في الجامعات الامريكية والبريطانية ودراسته لتاريخ الصين والحضارة الصينية على يد جهابذة الاختصاص في تلك الجامعات وفي مقدمتهم المرجع الاهم وهو البروفسور (أون لايتمور) مستشار الرئيس الامريكي السابق روزفلت في الشؤون الصينية .
وبعد هذه الاهتمامات العلمية فقد كان المحاضر مسؤولاً عن الشأن الصيني وملف العلاقات الصينية – العراقية عندما كان مديراً عاماً في وزارة الخارجية وخصوصاً عندما كان سفيراً ومديراً عاماً للدائرة السياسية في الوزارة حيث كانت الشؤون الصينية من مسؤولياته المباشرة وقد كان عضواً في الوفد العراقي الرسمي عالي المستوى الذي زار جمهورية الصين الشعبية في كانون الاول 1971 ولقاء الوفد مع كبار القادة الصينين وفي مقدمتهم ماو تسي تونك القائه التاريخي للصين الحديثة ومساعده شوان لاي رجل الدولة الفذ الذي وضع اللبات الاولى لتحويل الصين الى دولة حديثة وتحول الاحلام الصينية الى حقيقية واقعية من خلال نهوض الصين الى ان تصبح عظمى سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وعلمياً . ان معجزة تكمن في تحول الايدولوجيات السياسية الى برامج اقتصادية وعلمية واجتماعية .
وبعد ان عرض الدكتور الداود التحولات السياسية في الصين بعد رحيل ماو عام 1976 والانتقال التدريجي الى مرحلة التنمية الشاملة للقدرات الصينية ركز على عصر القوة والازدهار التي تعيشها الصين منذ تولي شي جين بينغ سكرتارية الحزب الشيوعي ورئاسة الجمهورية الذي تميز عهده بالانفتاح على العالم مع ادارة داخلية قوية تستقطب الكفاءات الشاملة وتؤمن بالابتكار والتقدم العلمي وتقديم المشاريع الكبرى ومنها مشروع طريق الحرير وتعميق التعاون الصيني العربي . وفي خطابه الشهير عام 2013 في مقر الجامعة العربية اعلن عن هذا المشروع الذي يتضمن احياء طريق الحرير البري وبناء طريق الحرير البحري وهذا المشروع يشمل معظم الدول الاسيوية وقد خصصت له الصين في البداية 2 تريليون دولار ويشمل مجالات السكك الحديدية والطرق والجسور والطاقة النظيفة وحقول التكنلوجيا المتقدمة والاقمار الصناعية والاتصالات وأكد ان هدف المشروع هو تعزيز التعلم المتبادل بين الحضارات الرئيسية في العالم وهي حضارات الصين وبلاد الرافدين والحضارة المصرية والحضارة الهندية .واستعرض الدكتور الداود في القسم الأخير من المحاضرة نتائج مشاركته (ممثلاً لبيت الحكمة) في منتدى الحوار الصيني –العربي في بكين وشنغهاي في آذار / مارس 2018 ودعا إلى أهمية دراسة إمكانات الاستفادة من هذا المشروع الذي يقع العراق ضمن امتداده الجغرافي براً وبحراً مؤكداً على إعطاء أولوية قصوى لمشروع بناء ميناء الفاو الكبير . وقد استمع إلى هذه المحاضرة المهمة عدد من المختصين في الشؤون الاقتصادية والعلمية والتكنلوجية وعدد من الدبلوماسيين العراقيين وفي مقدمتهم السفير محمد الحاج حمود مستشار وزير الخارجية الذي كان له مداخلات مهمة حول العلاقة بين هذا المشروع الصيني التاريخي والمصالح العراقية الجوهرية .

 

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر