اللغة المندائية: من الجذور التاريخية إلى المناهج التربوية

2025-09-01

اللغة المندائية: من الجذور التاريخية إلى المناهج التربوية
برعاية مكتب رئيس مجلس الوزراء - اللجنة الوطنية الدائمة للتوعية والإرشاد المجتمعي، وفي تعاون علمي ثقافي جديد، احتضن بيت الحكمة الندوة العلمية التي نظّمها ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية بعنوان "اللغة المندائية: من الجذور التاريخية إلى المناهج التربوية" مساء يوم الخميس 28 آب 2025 في قاعة "حُنين بن إسحاق" في بيت الحكمة.
سلطت الندوة الضوء على إرث لغوي عريق هو اللغة المندائية، وسبل تعزيز حضورها في مسيرة التنمية الثقافية والتعليمية، والاحتفاء بها كونها إرثاً إنسانياً عالمياً وليست مجرد أداة طقسية بل شاهد على التنوع الثقافي للنسيج العراقي، وأن الحفاظ عليها هو مسؤولية وطنية وإنسانية.
افتُتحت أعمال الندوة بكلمة ألقاها الدكتور قحطان نعمة الخفاجي رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة، أكد فيها على أهمية الحفاظ على الإرث التاريخي للعراق، 
مسلطاً الضوء على أهمية تعليم اللغات القديمة للجيل الجديد، مشيداً بالدور الرائد لديوان أوقاف الديانات في حماية التراث اللغوي والديني كمكون أساسي لهويتنا الوطنية، متطلعاً من خلال هذه الندوة إلى وضع توصيات عملية ومقترحات بنّاءة تتحول إلى برامج وسياسات تخدم أبناء الشعب.
فيما أكد الدكتور رامي جوزيف آغاجان رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية في كلمته على أهمية الندوة في إيصال رسالة وطنية واضحة بأن الدولة العراقية عبر مؤسساتها، لاسيما ديوان أوقاف الديانات، تولي اهتماماً كبيراً بمكونات الشعب العراقي الأصيل، داعياً إلى أهمية إدماج اللغة المندائية بالمناهج التربوية، كونها تمثل ركناً أصيلاً من هوية العراق.
كذلك قدم الريش أمة ستار جبار الحلو، رئيس الطائفة المندائية في العراق والعالم، كلمة سلط فيها الضوء على نشأة اللغة المندائية وتقاطعها مع اللغات الأخرى لتشكل نسيجاً يحمل عمقاً دينياً وثقافياً، وإنّ الحفاظ عليها هو بمثابة الحفاظ على تراث إنساني فريد.
ضمت الندوة جلسة بحثية ترأسها الأب مارتن هرمز المتحدث الرسمي باسم الديوان، وقررتها الدكتورة هدية إبراهيم زيدان من قسم الدراسات اللغوية والترجمية، حيث شارك الشيخ أنمار عودة مهاوي أمين سر المجلس الروحاني الصابئي بورقة بحثية عن "أصول اللغة المندائية وقواعد كتابتها"، فيما قدمت الأستاذة أشواق نصرت جاسم من كلية اللغات بحثاً استعرضت فيه "الألفاظ المندائية في العامّية العراقية"، كذلك شارك الدكتور قيس مغشغش السعدي مدير مركز الدراسات المندائية في ألمانيا بورقة بحثية حول "اللغة المندائية بين الواقع وسبل الحفاظ عليها وتطويرها". وقد خرج الباحثون بجملة من التوصيات تمت قراءتها مع البيان الختامي.
ختاماً، قدم السيد رئيس ديوان أوقاف الديانات الدكتور رامي جوزيف آغاجان تكريماً لمؤسسة بيت الحكمة متمثلة برئيسها الدكتور قحطان نعمة الخفاجي درع الديوان مثمناً عمق العلاقات بين المؤسستين، كما تم تكريم الباحثين والمشاركين بشهادات تقديرية.
شهدت الندوة حضوراً ثقافياً وعلمياً كثيفاً من الأساتذة والمختصين والمثقفين من جميع الأديان والمذاهب ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

المزيد من الاخبار