3-4 تشرين الثاني –نوفمبر 2014-12-23

فندق تريند بارك شوبنرون

فينا –النمسا

 

انعقد المؤتمر العربي الدولي الثاني للعلاقات العامة تحت شعار "التواصل بين الثقافات المتعددة " و"إدارة الحوار عبر التنوع الثقافي في العالم " وذلك خلال الفترة 3-4 تشرين الثاني –نوفمبر 2014 في فندق تريند بارك شوبنرون فينا –النمسا بالتعاون بين المنظمة العربية للتنمية الادارية التابعة للجامعة العربية ومنظمة التطور الاداري التابعة للجامعة العربية ايضاً . وقد حضر المؤتمر وفد بيت الحكمة وعدد مهم من المتخصصين في الاقطار العربية وتركيا والنمسا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا والولايات المتحدة ولاتفيا والمانيا وكندا وايطاليا . وقد افتتح المؤتمر ممثل عن الحكومة النمساوية وكان ضيف الشرف البروفسور فالكلف كلاوس رئيس جمهورية التشيك السابق .

 

المنظمة العربية للتنمية الإدارية

 

أنشئت المنظمة العربية للتنمية الإدارية(ARADO) سنة 1961 كإحدى المنظمات المتخصصة المنبثقة عن جامعة الدول العربية(موافقة مجلس جامعة الدول العربية على الاتفاقية بقراره رقم 1754 في دور انعقاده الخامس والثلاثين بتاريخ 1/4/1961 . تاريخ المباشـرة : 1/4/1969 )[1] لتتولى مسئولية التنمية الإدارية في المنطقة العربية. وطبقاً لاتفاقية إنشائها، تتحدد رسالة المنظمة في الإسهام في تحقيق التنمية الإدارية في الأقطار العربية بما يخدم قضايا التنمية الشاملة.وفي سعيها لتحقيق هذه الرسالة، توجه المنظمة جهودها وتقدم خدماتها وبرامجها لحكومات الدول العربية الأعضاء في المنظمة، وعددها 20 دولة. ويتسع نطاق خدمات المنظمة كذلك ليشمل المنظمات الحكومية ومنظمات الأعمال والقطاع الخاص وللقيادات الإدارية بمستوياتها الثلاثة الإشرافية والمتوسطة و التنفيذية .

 

ان مهمة المؤتمر العربي الدولي للعلاقات العامة هي تسليط الضوء على التجارب الناجحة في مجال العلاقات العامة وعرض لأهم الممارسات والتجارب العربية والعالمية الناجحة والتي تتضمن أيضاً المساهمة في الاهتمام باقتصاد المعرفة والذي يشهد اهتماما متزايدا في جميع أنحاء العالم كما يسعى المؤتمر لبناء وتكوين شبكة علاقات قوية بين مشاركي المؤتمر وممارسي مهنة العلاقات العامة من خلال تطبيقات التكنولوجيا الجديدة في مجال التدريب وتنظيم المؤتمرات وأيضا من خلال الشراكات الدولية الفعالة . وجدير بالذكر أن المؤتمر العربي الدولي الأول قد عقد في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في عام  2013 وحضره وفد من بيت الحكمة .

 

الجمعية الدولية للعلاقات العامة

 

تأسست الجمعية الدولية للعلاقات العامة (lPRA) في لندن في مايو 1955 ومنذ ذلك الحين لاتزال lPRA تعمل على تعزيز الممارسات الأخلاقية للعلاقات العامة في جميع أنحاء العالم وتقدم القيادة الفكرية في ممارسة العلاقات العامة الدولية وتضم في عضويتها ممارسي العلاقات العامة من جميع أنحاء العالم وتقوم بتنفيذ العديد من المؤتمرات وورش العمل والمؤتمرات العالمية إضافة الى جوائز التميز في العلاقات العامة .

 

المحور الرئيسي :

 

تأثير التنوع الثقافي في أساليب التواصل في العصر الحالي

 

 

المقدمة

 

يختلف الناس في جميع أنحاء العالم علي نحو كبير طبقا لاختلاف انماط ثقافتهم وأفكارهم ولغتهم وأساليب الاتصال بينهم.

 

 ولقد أضحي عالم اليوم صغيرا جدا إلي الحد الذي جعل كل منا يعتمد علي الاخر. فما يحدث في بقعة ما من العالم يلقي بظلاله في نفس اللحظة علي مناطق اخري من العالم لذلك كان من مصلحة جميع من يسكن هذا الكوكب العمل علي تطوير قدراتهم ومهاراتهم للتواصل الشخصي عبر الثقافات المختلفة.

 

وقد جرت العادة ان ينظر إلي الثقافات الشرقية علي انها غزيرة في سياقها تتميز بالجماعية فهي ثقافة تعتمد علي التواصل غير المباشر، بينما تتسم الثقافة الغربية باعتمادها علي الفردية والتواصل المباشر والسياقات القصيرة.

 

 وحين تختلف أساليب التواصل يزيد احتمال سوء التفاهم والتناحر لذا كان من الضروري الالمام بطرق التواصل المختلفة  بحيث يكون من الأسهل التفاهم وتفسير ما يعنيه الاخر اثناء التواصل علي النحو السليم.

 

ويحتاج الشخص الذي يتواصل عبر الثقافات المختلفة إلي ان يكون لديه القدرة علي تطبيق تلك المعرفة لتعزيز أواصر العلاقات عبر الحكومات والمنظمات المتعددة إلي جانب الصناعات المتنوعة.

 

 

  الأهداف الرئيسة للمؤتمر :

 

1.               التعريف بنقاط الاتفاق للتواصل وكذلك أوجه الاختلاف

 

2.               ابرز الاختلافات الثقافية في فن التواصل

 

3.               عرض الممارسات المثلي وحملات التواصل الناجحة عبر الثقافات المتعددة.

 

4.               تقليص فجوة التواصل عبر التنوع الثقافي

 

حلقة نقاشية (1) : نقاط الاتفاق والاختلاف في أساليب التواصل

 

اختلاف أساليب التواصل قد يسبب سوء فهم وقد يصل الأمر إلي تناحر. و من المهم الإلمام والاطلاع علي أساليب التواصل مع الأخر عبر الحدود . فمثلا يميل الأشخاص في الثقافات الغربية إلي الدخول في الموضوع مباشرة ويتسم أسلوب التواصل لديهم بالمنطقية والتراكيب اللغوية السهلة، أما الأشخاص في الثقافة الشرقية فيميلون إلي استخدام مقدمات قبل الدخول في الموضوع من أحل تهيأة المستمع لتلقي الرسالة. لذا يجب إدخال تعديلات علي أساليب التواصل الدولية لكي تتناسب مع الثقافات المحلية واستيعاب المفاهيم المحلية, حيث أن تحديد نقاط الخلاف وتعزيز نقاط الاتفاق في التواصل سيكون من شأنه تقليص الفجوة بين الشرق والغرب.

 

حلقة نقاشية (2) :

 

اكتشاف الاختلافات الثقافية علي شبكات التواصل الاجتماعي: التواصل مع الأصدقاء في جميع أنحاء العالم

 

يتم استخدام المحتوي علي شبكات التواصل الاجتماعي من جانب أشخاص من جميع أنحاء العالم ينتمون إلي خلفيات ثقافية متعددة ومتباينة وهو أمر بالغ الأهمية في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي.  فالأشخاص الذين ينتمون إلي ثقافات متباينة يستخدمون نفس الوعاء الإعلامي الاجتماعي ولكن بوسائل مختلفة. فالبعض يستخدمه  للتواصل مع الآخرين بينما يلجأ إليه آخرون للحصول علي أخبار ومعلومات بينما يستخدمه أخرون لأغراض تجارية واقتصادية.

 

فهل من الممكن أن تتغلب شبكات التواصل الاجتماعي علي الثقافات المحلية المتأصلة داخل الأشخاص وتنجح في توحيد جميع الشعوب أم أن الحواجز والمعوقات ستقف حجر عثرة في سبيل تحقيق ذلك الهدف؟ وما هي الدروس التي من الممكن ان نستمدها من خلال التواصل مع الآخرين في بقاع بعيدة من العالم حيث تختلف أنماط الحياة ووسائل المعيشة.

 

 

 

حلقة نقاشية (3) : من يؤثر علي الآخر: الشرق أم الغرب؟

 

لقد قام الغرب بثورة في مجال التواصل من خلال إيجاد آليات وأساليب اتصال  بعضها حقق نجاحا في الغرب بينما تعتبر غير مقبولة في الشرق. فهل من الممكن أن يلتزم الغرب بالقيود التي يتبناها الشرق أم أن الشرق سوف يستجيب رويدا رويدا للمؤثرات الغربية؟ سؤال ونقاش.

 

حلقة نقاشية (4) تقليص فجوة التواصل

 

كيف يمكننا تقليص فجوة التواصل بين الوسائط الثقافية المتباينة من أجل خلق قواسم مشتركة لخدمة مصالح مشتركة واحترام الثقافات المتباينة؟ هل من الممكن تجاوز الفجوة بالكامل أم تجاوز جزء منها؟ وهل هذا مناسب حقا؟

 

حلقة نقاشية (5) شبكات التواصل الاجتماعي بين السيطرة والانفلات...

 

هل شبكات التواصل الاجتماعي خارج نطاق السيطرة؟ وكيف يمكنك تصور السيطرة علي تفاعل أشخاص من جميع أنحاء العالم في وقت تختلف فيه القيود المحلية من دولة إلي أخري؟ ومن سيكسب المعركة من أجل السيطرة: الدول الأكثر تحررا أم الدول التي تفرض قيودا أكثر؟ وهل من الممكن ان تظل شبكة الانترنت ذات طابع عالمي محايد؟

 

الشخصيات العلمية التي ساهمت في المؤتمر

 

من الشخصيات المهمة التي حضرت المؤتمر العربي الدولي للعلاقات العامة د. رفعت الفاتوري المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الادارية والسيدة غادة فتحي والي وزيرة التضامن الاجتماعي في جمهورية مصر العربية وتشمل الخلفية الوظيفية لها لأكثر من 24 عاماً في مجال التنمية والحد من الفقر حيث تولت الامانة العامة للصندوق الاجتماعي للتنمية ومساعد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة للإغاثة للحد من الفقر UNDP  وكانت مسؤولة عن برامج التشغيل والمشروعات الصغيرة واعداد تقارير أهداف الالفية التنموية وتقارير التنمية البشرية للمحافظات المصرية ومن الشخصيات التي حضرت المؤتمر البروفسور فاكلاف كالوس مدير معهد فاكلاف لابحاث السوق الحرة ورئيس جمهورية التشيك الأسبق وحضر ايضاً السيد كريم غلاب السياسي المغربي المعروف ورئيس مجلس النواب المغربي الأسبق وهو من كبار المتخصصين في مجال التغيرات المجتمعية . وساهم في المؤتمر عدد مهم من الاختصاصين العرب والاوربية في مجال العلاقات العامة والتواصل الاجتماعي والثقافي وتكنولوجيا المعلومات .

 

 

 

مساهمة وفد بيت الحكمة في المؤتمر

 

ساهم في المؤتمر العربي الدولي للعلاقات العامة وفد بيت الحكمة برئاسة الاستاذ الدكتور محمود علي الداود مشرف قسم الدراسات السياسية في بيت الحكمة وضم الدكتور أياد أياد كريم الصلاحي مشرف قسم الاديان والسيدة غيداء اسماعيل سبتي مسؤولة شعبة العلاقات العامة في بيت الحكمة وقد قدم الوفد عرضاً مركزاً ودقيقاً وواضحاً عن مؤسسة بيت الحكمة واهدافها ودورها الفكري ورسالتها الثقافية وانجازاتها في حقول البحث العلمي والنشر وعلاقاتها العامة داخل العراق مع الجامعات ومؤسسات البحث العلمي ومؤسسات المجتمع المدني بالاضافة الى علاقاتها العامة بمشاركتها الفاعلة في المؤتمرات والندوات الفكرية في العالم العربي ومنظمة الشرق الاوسط ودورها العالمي من خلال برامج في تطوير العلاقات الثقافية مع كثير من دول العالم بما فيها دول الشرق الاقصى واوربا .

 

وأكد الوفد حرص بيت الحكمة على تأسيس علاقات ثقافية مع مؤسسات الفكر والعلاقات العامة والجامعات من أجل خدمة التعاون الدولي وإقامة سلم دائم ودعا وفد بيت الحكمة المجتمع الدولي وخصوصاً المؤسسات الفكرية والعلاقات العامة لدعم العراق لمواجهة الهجمة البربرية الممثلة بتنظيم داعش الارهابي الذي يقوم فعلاً بتدمير المعالم الحضارية والانسانية في العراق وفكر هذا التنظيم خال من أية رسالة ماعد القتل والتخريب وسبي النساء وتهجير مئات الالوف من السكان وتدمير البنى التحتية للعراق وإعادة سكان العراق الى العصور الحجرية .

 

وقد قام الاستاذ الدكتور محمود علي الداود رئيس الوفد والمشرف على قسم الدراسات السياسية بمناقشة ورقة البروفسور فاكلاف كلاوس رئيس جمهورية التشيك السابق الذي دعا الى ترك مفهوم العولمة والتمسك بمبدأ العالمية مع التركيز على احترام وترصين الاختلاف الثقافي للقوميات والاديان والمذاهب المختلفة . وقد ناشد الدكتور محمود علي الداود المؤتمر ودول العالم للوقوف مع العراق مساعيه لصد لهذا التنظيم الارهابي الذي الحق اقدح الاضرار بالتنمية البشرية العراقية والبنية التحتية وماسبب ذلك من نزوح مئات الالوف من العراقيين من ديارهم وتخريب الجامعات ومراكز العبادة والمؤسسات العامة وممارسة الابادة الجماعية ضد الشعب العراقي وقد ساهم في النقاش ايضاً الدكتور اياد كريم الصلاحي رئيس قسم الاديان في بيت الحكمة ورئيس قسم الفلسفة من جامعة واسط وركز على دور الحضارة العراقية والحضارة الانسانية .

 

وقد أصدر المؤتمر في اختتام اعماله جملة من التوصيات التي أكدت على اهم مبادرة مراكز الفكر والبحث العلمي لمواجهة الارهاب واهمية التواصل الفكري بين الشرق والغرب من خلال التبادل الثقافي والحوار البناء .

 

ومن الجدير بالذكر ان وفد بيت الحكمة حظى بتعاون أكيد من قبل السفير العراقي الدكتور سرود نجيب في فينا وكادر السفارة الأمر الذي أسهم في نجاح مهمة الوفد العراقي .

 

أ.د. محمود علي الداود

مشرف قسم الدراسات السياسية

2/12/2014

الرجوع الى الصفحة السابقة    طباعة الخبر    ارسل الخبر لصديق