الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الكوفة

2019-12-08

الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الكوفة

كتاب صدر عن قسم الدراسات التاريخية


هذا الكتاب
إنَّ كلَّ مَن يقرأ كتب التاريخ والسير والتراجم التي تعرض للكوفة، من قريبٍ أو بعيد، يقف حيال صورةٍ مضطربة المعالم لهذهِ المدينة منذ نشأتها حتَّى نهاية الحكم الأموي. فهذهِ المراجع لم تعرض للحياة الإجتماعية والإقتصادية التي كان يعيشها أهل هذهِ البلد في نحو قرنٍ من الزمان، ازدهرت فيه حياة الكوفة اجتماعياً واقتصادياً وفكرياً ولعبت دوراً مهماً جعلها تصبح عاصمةً للخلافة طِوال خمس سنوات من حكم الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ثمَّ مركزاً للتشيع ومركزاً لدراسة الفقه والنحو واللغة والفلسفة. كما كانت الكوفة في تلك الفترة قاعدةً حربية تُرابط فيها الجيوش العربية المقاتلة في العراق لإمداد الساحة الشرقية للفتوحات الإسلامية. هذهِ الجوانب المجهولة من تاريخ الكوفة في القرن الأول الهجري كانت من أخصب الفترات في حياتها وأكثرها تطوراً ونمواً وازدهاراً، ليس في تاريخها فحسب ولكن في التاريخ الإسلامي كله. ذلك أنَّ الكوفة تركَّز فيها الصراع بين القيم العربية الإسلامية وبين القيم الفارسية، الذي كان من نتيجتهِ أن ظهرت تياراتٍ فكرية واتجاهاتٍ عقلية متباينة أثرت تأثيراً مباشراً في حياة المسلمين. بذل مؤلِّف هذا الصرح الفكري جهداً شاقاً معتمداً على ثبتٍ حافلٍ بالمراجع الأصلية والثانوية، فكان بهذا من أبرز مَن تصدى لتاريخ المدن الإسلامية في العراق، كاشفاً الكثير عن جذور نموها الأول في أسلوبٍ جيد وعمقٍ وإضافةٍ وابتكار.

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر